الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
333 - أخبرنا أحمد بن علي المقري ، أنا هبة الله بن الحسن ، أنا أحمد بن إبراهيم العبسقي ، أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله ، نا أبو عبيد الله المخزومي ، نا سفيان بن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصابه شيء حتى كان (يرى أنه) يأتي النساء ولا يأتيهن، فانتبه من نومه فقال: " يا عائشة إن الله -تعالى- أفتاني فيما استفتيته، آتاني آتيان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما للآخر: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن أعصم ، قال فيم؟ قال في مشط ومشاقة  قال: وأين؟ قال في جف طلعة تحت راعوفة بئر ذروان. قال: فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- البئر فاستخرجه، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هذه البئر التي رأيتها كأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين، قالت عائشة -رضي الله عنها-: فقلت له: تعني ألا تتنشر، قال: أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن أثير على أحد يعني شرا. قالت: [ ص: 483 ] ونزلت قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق حتى ختم السورة " .

قال أهل اللغة: المطبوب: المسحور، والطب: السحر، والمشاقة: مشاقة الكتان. وفي رواية: المشاطة بالطاء، وهي ما يخرج من الشعر بالمشط، وجف الطلعة: قشرها.

وقد أنكر قوم السحر وأبطلوا حقيقته، وأكثر الأمم من العرب والفرس والهند على إثبات السحر. وقد قال الله تعالى: يعلمون الناس السحر ، وقال: ومن شر النفاثات في العقد ، ويلزم الساحر من العقوبة ما يلزم سائر الجناة بجناياتهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية