فصل
في أن الإسراء والمعراج كانا يقظة لا مناما
قال بعض العلماء: قوله تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا سبحان ها هنا للتعجب؛ فوجب أن يحمل على ما هو أعجب، ولو كان عرج بروحه دونه بدنه لم يكن فيه كبير عجب، لأن الرجل قد يرى في منامه أنه عرج به إلى السماء، فإذا أخبر به لم يتعجب منه، ولم ينسب إلى الكذب.
[ ص: 512 ] وقال أبو حامد المقري : لو كان ذلك في النوم لما كان دلالة على النبوة؛ إذ مثل ذلك جائز على غير الأنبياء أن يروها في النوم، ولا معنى لرد ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
[ ص: 513 ] 343 - روي عن عكرمة ، عن -رضي الله عنه- قال: ابن عباس بيت المقدس ، ورأى الدجال في صورته رؤيا عين لا رؤيا منام أسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى .
وقال أبو صالح : كانت رؤيا يقظة. وقول من قال: ظاهر الرؤيا أن يكون في النوم دون اليقظة، وقد يقع هذا الاسم على الرؤية في اليقظة بدليل ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث المعراج: رأيت كذا، ورأيت كذا.
وقال أهل اللغة: رأيت في اليقظة رؤية ورؤيا مثل قربة وقربى. وروي عن -رضي الله عنه- أنه قال: في قوله -عز وجل-: ابن عباس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إنها رؤية عين ويقظة لا رؤية منام.
فما كان منه رؤيا فمخرجه مخرج الوحي كقوله -صلى الله عليه وسلم-: قال بعض العلماء في حديث المعراج: منه ما كان في حال النوم، ومنه ما كان عيانا،