قال أهل السنة: الدليل على أن قوله تعالى: المؤمنين يرون ربهم عز وجل وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة
قال أهل اللغة: النظر إذا قرن بالوجه، وعدي بحرف الجر اقتضى نظر العين، قال الشاعر:
(انظر إلي بوجه لا خفاء به أريك تاجا على سادات عدنان)
واحتج المعتزلة بقوله تعالى: لا تدركه الأبصار وقوله: [ ص: 251 ] لن تراني . وليس لهم في ذلك حجة لأن معنى لا تدركه الأبصار: تراه ولا تحيط به وهو يدرك الأبصار، أي يراها، ويحيط بها هكذا قاله جماعة من السلف.
وقال بعض العلماء: نفي الإدراك لا يكون إلا عن رؤية يقال: لم يدرك فلان العلم، أي نال منه ولم ينل جميعه.
وقوله: لن تراني يعني في الدنيا فإن قيل: لن لنفي الأبد فالجواب: أن لن ليست لنفي الأبد، والدليل عليه قوله تعالى: ولن يتمنوه أبدا . ومعلوم أنهم إذا حصلوا في النار تمنوا الموت. والدليل على من قال: إن الكفار لا يرون ربهم عز وجل: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون . قوله تعالى:
[ ص: 252 ] ولأنهم لو رأوه لساووا المؤمنين في منزلتهم. وقد قال الله عز وجل: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون .