فصل
قال علماء السلف: وأول الفرض شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن أول ما افترض الله على عباده الإخلاص وهو [ ص: 263 ] معرفة الله والإقرار به، وطاعته بما أمر ونهى، محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن الله تبارك وتعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش كما وصف نفسه فهو بجميع صفاته، وجميع كلامه لم يزل، ولا يزال، ولا يخلو من علمه شيء، ولا مكان وهو المتكلم السميع البصير يراه المؤمنون في الآخرة، ويسمعون كلامه وينظرون إليه كما ينظرون إلى الشمس والقمر ليلة البدر إذا لم يكن دونه سحاب، وعلم الله وصفاته كلها غير مخلوقة وهو واحد بجميع أسمائه وصفاته، والقرآن كلامه غير مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: الإيمان مخلوق فهو مبتدع، والصواب أن تقول: صفات الله، وعلم الله، وكلام الله وأسماء الله غير مخلوق، والخلق وأفعالهم وحركاتهم مخلوقة لا يزيد على هذا شيئا، والجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان لأنهما خلقتا للأبد لا للفناء. الحور [ ص: 264 ] العين، والولدان المخلدون لا يموتون، والإيمان قول وعمل ونية، يزيد وينقص، زيادته البر والتقوى، ونقصانه الفسوق والفجور، وعذاب القبر، ومساءلة منكر ونكير حق، وحوضه - صلى الله عليه وسلم - حق، وخير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ثم علي - رضي الله عنه - وهم الخلفاء الراشدون المهديون، ويترحم على جميع أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى طلحة ، والزبير ، وعائشة، ، وعمار بن ياسر ، وأصحاب الجمل، وعمرو بن [ ص: 265 ] العاص وصفين - القاتلين، والمقتولين - وجميع من قعد عن القتال مثل: ، أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - وعلى جميع المهاجرين والأنصار. وابن عمر
ونشهد أن معاوية - رضي الله عنه - من أهل الجنة، ونسمع ونطيع الولاة، ما داموا يصلون، ونجاهد معهم، ولا نخرج عليهم، ولا نطيع أحدا في معصية الله، وأن الله يعذب أقواما من الموحدين في جهنم، ثم يخرجون ولا يخلدون في النار، والقدر خيره وشره من الله، قدر الخير والشر، خلق المؤمن، وأراد له الإيمان، وخلق الكافر وأراد أن يكون فعله قبيحا، وأن الله لا يعصى قهرا، ولا يكون شيء إلا بقضائه وقدره من الطاعة والمعصية، وخروج الدجال والدابة حق، ونزول عيسى - عليه السلام - حق .