الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
250 - قال: وحدثنا ابن أبي عاصم ، نا أبو أيوب الخبائري نا سعيد بن موسى ، نا رباح بن زيد ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن موسى بن عمران عليه السلام كان يمشي ذات يوم في الطريق فناداه الجبار يا موسى.  فالتفت يمينا وشمالا، ولم ير أحدا، ثم ناداه الثانية يا موسى بن عمران فالتفت يمينا وشمالا ولم ير أحدا، وارتعدت فرائصه، ثم نودي الثالثة: يا موسى بن عمران إني أنا الله لا إله إلا أنا، فقال: لبيك، فخر لله ساجدا فقال: ارفع رأسك يا موسى بن عمران، فرفع رأسه فقال: يا موسى إن أحببت أن تسكن في ظل عرشي يوم لا ظل إلا [ ص: 284 ] ظلي، يا موسى كن لليتيم كالأب الرحيم، وكن للأرملة كالزوج العطوف، يا موسى ارحم ترحم، يا موسى كما تدين تدان. يا موسى نبئ بني إسرائيل أنه من لقيني وهو جاحد بمحمد أدخلته النار، ولو كان إبراهيم خليلي وموسى كليمي. فقال: إلهي، ومن أحمد؟ قال: يا موسى، وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم علي منه كتبت قبل أن أخلقه بألفي سنة. وعزتي وجلالي إن الجنة لمحرمة حتى يدخلها محمد وأمته. قال موسى - عليه السلام: ومن أمة أحمد؟ قال: أمته الحمادون يحمدون صعودا وهبوطا، وعلى كل حال يشدون أوساطهم ويطهرون أطرافهم صائمون بالنهار رهبان بالليل، أقبل منهم اليسير وأدخلهم بشهادة أن لا إله إلا الله، قال: إلهي اجعلني من أمة ذلك النبي. قال: استقدمت واستأخر يا موسى، ولكن سأجمع بينكم وبينه في دار الجلال".

التالي السابق


الخدمات العلمية