الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال بعض علماء السنة كل من صح عنده شيء من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونهيه، صغيره وكبيره بلا معارض له يعرفه من حديثه أو ناسخ له ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا، وأنا أقول بخلافه فقد تكلم بعظيم، وإن كان ذلك الشيء [ ص: 398 ] مما لا يضل الرجل بتركه لأن أدنى معاندة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أدنى من أمره ونهيه عظيم، فمن قبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنما يقبل الله ومن رد عليه فإنما يرد على الله قال الله تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله .

وقول من قال: تعرض السنة على القرآن فإن وافقت ظاهره وإلا استعلمنا ظاهر القرآن وتركنا الحديث،  فهذا جهل لأن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع كتاب الله عز وجل تقام مقام البيان عن الله عز وجل، وليس شيء من سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخالف كتاب الله لأن الله عز وجل أعلم خلقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهدي إلى صراط مستقيم فقال: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم وليس لنا مع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأمر شيء إلا الاتباع والتسليم ولا يعرض على قياس ولا غيره، وكل ما سواها من قول الآدميين تبع لها، ولا عذر لأحد يتعمد ترك السنة، ويذهب إلى غيرها، لأنه لا حجة لقول أحد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صح.

فإذا لم يوجد في الحادثة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء ووجد فيها عن أصحابه رضي الله عنهم فهم الأئمة بعده، والحجة اعتبارا بكتاب الله وبأخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما وصفهم في كتابه من الخير والصدق والأمانة، وأنه رضي الله عنهم وعن من اتبعهم بإحسان وقال: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم [ ص: 399 ] واختلف المفسرون في أولي الأمر فقال بعضهم: هم العلماء، وقال بعضهم: هم الأمراء، وكل هذا قد اجتمع في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان فيهم الأمراء، والخلفاء والعلماء والفقهاء .

قال الله عز وجل: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه أخبر الله عز وجل أنه رضي الله عنهم ورضي أعمالهم ورضي عمن اتبعهم بإحسان فهم القدوة في الدين بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإصابة الحق وأقربهم إلى التوفيق لما يقرب إلى رضاه، وكذلك وصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال.

405 - "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".  

التالي السابق


الخدمات العلمية