فصل
قال بعض العلماء: أو لم يسلم ما لم يبلغه فهمه ووهمه، وأنكر حكما من أحكامه أو عدم الإخلاص في قلبه والسكون إلى جميع ما نطق به كتابه أنه حق وصدق، وأن ما علم من ذلك فبفضل من الله، وما لم يعلمه أكثر فهو ضال جاهل، ومن السنة أن يعلم أن الله خالق الكفر والكافرين، والمان على المؤمن بالإيمان، وخالق الفقر والغنى، والشدة والرخاء، والنعمة والبلاء، والصحة والسقم، والقوة والضعف، والهم والفرح، والراحة والتعب، والقبيح والحسن، والطاعة والمعصية، قسم من ذلك ما شاء لمن شاء، اجتبى أهل صفوته لنبوته، وجعل الجنة دارهم، وأهلهم لرضوانه، وأعاذهم من سخطه، وباعد الكفر وأهله من قربه، وحرمهم الإيمان به، ولعنهم وأبغضهم، وختم على قلوبهم وعلى سمعهم، وجعل على أبصارهم غشاوة، وأصلاهم جهنم وهو في كل أفعاله محمود، وعلى جميع قضائه وقدره مشكور. من تعرض لكشف ما طوى الله علمه عن خلقه،
[ ص: 411 ]