فصل وهو ما يقرأه القارئ خلافا لمن يقول كلام الله ليس بمنزل، ولا حرف، ولا صوت الدليل على أن القرآن منزل.
فإن قيل: المتكلم بحرف وصوت يحتاج إلى أدوات الكلام، فقل: [ ص: 480 ] عدم أداة الكلام لا يمنع من ثبوت الكلام، كما أن عدم آلة العلم لا يمنع من ثبوت العلم
دليل أهل السنة: قوله تعالى حتى يسمع كلام الله والمسموع إنما هو الحرف والصوت، لأن المعنى: لا يسمع، بل يفهم. يقال في اللغة: سمعت الكلام وفهمت المعنى، فلما قال: حتى يسمع: دل أنه حرف وصوت.
وقال: وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا . وإنما ينصت إلى الحروف والأصوات.
ومن الدليل قوله تعالى: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن . وهذا عند جميع أهل اللغة إشارة إلى شيء حاضر وما في النفس لا يصح الإشارة إليه، ولأن الله تعالى قد تحدى العرب بأن يأتوا بمثله ولا يتحداهم إلا بما سمعوه من الحرف والصوت.
واختلف المتكلمون في حد المتكلم فقالت الأشعرية: حد المتكلم من قام الكلام بذاته، وقالت المعتزلة: حد المتكلم من وجد منه الحرف والصوت! واتفق أهل العلم في من حلف بالطلاق ألا يتكلم فقرأ القرآن لم يحنث ولو كانت القراءة غير المقروء لحنث.
[ ص: 481 ]