الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ومن حفر بئرا بموات للسابلة ) أي : نفع المجتازين بها كمن بنى مسجدا فالناس مشتركون في مائها والحافر لها كأحدهم ( في سقي زرع وشرب ) لعدم المخصص ( ومع ضيق ) أي : تزاحم ( بسقي آدمي ) أو لا لحرمته ( فحيوان ) ; لأن له حرمة ( فزرع ، و ) إن حفرها في موات ( ارتفاقا ) بها ( كالسفارة ) والمنتجعين يحفرون بئرا ( لشربهم و ) شرب ( دوابهم فهم ) أي : الحافرون لها ( أحق بمائها ) أي البئر التي حفروها ( وقاموا ) عليها . ولا يملكونها لجزمهم بانتقالهم عنها وتركها لمن ينزل منزلتهم ، بخلاف المتملك ( وعليهم ) أي : الحافرين لها ( بذل فاضل ) عنهم من مائها ( لشارب فقط ) أي : دون نحو زرع ، ( وبعد رحيلهم ) أي : الحافرين لها ( تكون سابلة للمسلمين ) لعدم أولوية أحد من غير الحافرين على غيره ( فإن عادوا ) أي : الحافرون لها ( كانوا أحق بها ) من غيرهم ; لأنهم إنما حفروها لأنفسهم . ومن عادتهم الرحيل والرجوع . فلا تزول أحقيتهم به وإن حفر بئرا بموات ( تملكا ف ) هي ( ملك لحافر ) كما لو حفرها بملك الحي

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية