فصل وكذا إفراد يوم السبت بالصوم  عند أصحابنا (  م    ) لحديث عبد الله بن بشر  عن أخته واسمها الصماء    { لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم   } رواه  أحمد    : حدثنا  أبو عاصم  حدثنا ثور  عن  خالد بن معدان  عن عبد الله    . فذكره ، إسناده جيد ، ورواه أبو داود  وقال : هذا منسوخ . 
وقال : قال  مالك    : هذا كذب . والترمذي  وحسنه ،  والنسائي  وقال : هذه أحاديث مضطربة ،  والحاكم  وقال : صحيح على شرط  البخاري    . 
وقال صاحب شرح  مسلم    : صححه الأئمة ، ولأنه يوم تعظمه اليهود  ، ففي إفراده تشبه بهم ، قال  الأثرم    . قال أبو عبد الله    : قد جاء فيه حديث الصماء  ، وكان يحيى بن سعيد  يتقيه وأبى أن يحدثني  [ ص: 124 ] به قال  الأثرم  وحجة أبي عبد الله  في الرخصة في صوم يوم السبت  أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بشر  ، منها حديث  أم سلمة  ، يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم السبت والأحد ويقول : { هما عيدان للمشركين فأنا أحب أن أخالفهما   } رواه  أحمد   والنسائي  ، وصححه جماعة ، وإسناده جيد ، واختار شيخنا  أنه لا يكره ، وأنه قول أكثر العلماء ، وأنه الذي فهمه  الأثرم  من روايته ، وأنه لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى ، فالحديث شاذ أو منسوخ ، وأن هذه طريقة قدماء أصحاب  أحمد  الذين صحبوه ،  كالأثرم  وأبي داود  ، وأن أكثر أصحابنا فهم من كلام  أحمد  الأخذ بالحديث ، ولم يذكر الآجري   غير صوم يوم الجمعة  ، فظاهره لا يكره غيره ، ويأتي كلام  القاضي  في الوليمة . 
				
						
						
