1407 [ ص: 72 ] 787 - (1404) - (1 \ 163 - 164) عن ابن إسحاق ، حدثنا سالم بن أبي أمية أبو النضر ، قال : جلس إلي شيخ من بني تميم في مسجد البصرة ، ومعه صحيفة له في يده ، قال : وفي زمان الحجاج ، فقال لي : يا عبد الله ! أترى هذا الكتاب مغنيا عني شيئا عند هذا السلطان ؟ قال : فقلت : وما هذا الكتاب ؟ قال : هذا كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه لنا : أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا . قال : فقلت : لا والله ما أظن أن يغني عنك شيئا ، وكيف كان شأن هذا الكتاب ؟
قال : قدمت المدينة مع أبي ، وأنا غلام شاب ، بإبل لنا نبيعها ، وكان أبي صديقا لطلحة بن عبيد الله التيمي ، فنزلنا عليه ، فقال له أبي : اخرج معي ، فبع لي إبلي هذه . قال : فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يبيع حاضر لباد ، ولكن سأخرج معك فأجلس ، وتعرض إبلك ، فإذا رضيت من رجل وفاء وصدقا ممن ساومك ، أمرتك ببيعه .
قال : فخرجنا إلى السوق ، فوقفنا ظهرنا ، وجلس طلحة قريبا ، فساومنا الرجال ، حتى إذا أعطانا رجل ما نرضى ، قال له أبي : أبايعه ؟ قال : نعم ، قد رضيت لكم وفاءه فبايعوه ، فبايعناه ، فلما قبضنا مالنا ، وفرغنا من حاجتنا ، قال أبي لطلحة : خذ لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا : أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا . قال : فقال : هذا لكم ، ولكل مسلم . قال : على ذلك ، إني أحب أن يكون عندي من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب . قال : فخرج حتى جاء بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! إن هذا الرجل من أهل البادية صديق لنا ، وقد أحب أن تكتب له كتابا أن لا يتعدى عليه في صدقته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هذا له ولكل مسلم " . قال : يا رسول الله ! إنه قد أحب أن يكون عنده منك كتاب على ذلك . قال : فكتب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب .


