الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1753 987 - (1750) - (1 \ 204) عن عبد الله بن جعفر ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة " فإن قتل زيد أو استشهد ، فأميركم جعفر ، فإن قتل أو استشهد ، فأميركم عبد الله بن رواحة " ، فلقوا العدو ، فأخذ الراية زيد ، فقاتل حتى قتل ، ثم أخذ الراية جعفر ، فقاتل حتى قتل ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة ، فقاتل حتى قتل ، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ، ففتح الله

[ ص: 226 ] عليه ، وأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج إلى الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : " إن إخوانكم لقوا العدو ، وإن زيدا أخذ الراية ، فقاتل حتى قتل - أو استشهد - ، ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب ، فقاتل حتى قتل - أو استشهد - ، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة ، فقاتل حتى قتل - أو استشهد - ، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ، ففتح الله عليه " ، فأمهل ، ثم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم ، ثم أتاهم ، فقال : "لا تبكوا على أخي بعد اليوم ، ادعوا إلي ابني أخي" قال : فجيء بنا كأنا أفرخ ، فقال : "ادعوا لي الحلاق " ، فجيء بالحلاق ، فحلق رؤوسنا ، ثم قال : "أما محمد ، فشبيه عمنا أبي طالب ، وأما عبد الله ، فشبيه خلقي وخلقي " ، ثم أخذ بيدي ، فأشالها ، فقال : "اللهم اخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه " ، قالها ثلاث مرات . قال : فجاءت أمنا ، فذكرت له يتمنا ، وجعلت تفرح له ، فقال : "العيلة تخافين عليهم ، وأنا وليهم في الدنيا والآخرة ؟ ! " .


التالي السابق


* قوله : "فإن قتل زيد " : أي : وقال : فإن قتل زيد ، وفيه جواز تعلق الإمارة بشرط .

* "ثم أخذ الراية خالد " : ضرورة ، وإن لم يؤمر ، وفيه أنه إذا اضطر الحال إلى إمارة شخص ، يتأمر ، وإن لم يؤمره الإمام .

* "فأمهل " : أي : تركهم فيما هم فيه من الحزن ، وما جاء إليهم .

* "أفرخ " : - بفتح فسكون فضم - : جمع فرخ - بفتح فسكون - ، وهو ولد الطائر ، وكل صغير من الحيوان .

* "خلقي " : - بفتح فسكون - .

* "وخلقي " : - بضمتين - ، كأنه يريد أنه مثل أبيه .

* "اخلف " : - بضم لام - ; أي : كن خليفة له .

[ ص: 227 ] * "تفرح " : قيل - بالحاء المهملة - ; من أفرحه : إذا غمه وأزال عنه الفرح ، أو - بالجيم - فهو من المفرج الذي لا عشيرة له ، فكأنها ذكرت أنهم بقوا لموت أبيهم بلا عشيرة .

* * *




الخدمات العلمية