الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2274 1352 - ( 2274) - (1 \ 252) عن ابن عباس ، قال : كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ، ويجعلون المحرم صفرا ، ويقولون : إذا برأ الدبر ، وعفا الأثر ، وانسلخ صفر ، حلت العمرة لمن اعتمر ، فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لصبيحة رابعة مهلين بالحج ، فأمرهم أن يجعلوها عمرة ، فتعاظم ذلك عندهم ، فقالوا : يا رسول الله ! أي الحل ؟ قال : " الحل كله " . وفي كتابه : لصبح .

التالي السابق


* قوله : "كانوا يرون " : أي : أهل الجاهلية .

[ ص: 423 ] * "صفرا" أي : ليحلوه كما حكى الله تعالى عنهم بقوله : يحلونه عاما ويحرمونه عاما [التوبة : 37] .

* "إذا برأ " : - بفتحتين وهمزة وتخفيف - .

* "الدبر " : - بفتحتين - : الجرح التي يكون في ظهر البعير ; أي : إذا زال عنها الجروح التي حصلت بسبب سفر الحج عليها .

* "وعفا الأثر " : أي : انمحى آثار سير الإبل وأقدامها .

* "وانسلخ صفر " : قال النووي : هذه الألفاظ كلها تقرأ ساكنة الآخر موقوفا عليها ; لأن مرادهم السجع .

* "أن يجعلوها عمرة " : ليقطع بذلك أصل أمر الجاهلية .

* "فتعاظم ذلك " : لحبهم موافقته صلى الله عليه وسلم ; لأنه بقي محرما ، لا لموافقتهم أمر الجاهلية ، والله تعالى أعلم .

* "أي الحل " : أي : تريد ؟ أي : الحل عن جميع محرمات الإحرام ، أو عن بعضها ؟

* * *




الخدمات العلمية