الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1193 712 - (1189) - (1 \ 140 - 141) أن أبا الوضيء عبادا حدثه : أنه قال : كنا عامدين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب ، فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث من حروراء شذ منا ناس كثير ، فذكرنا ذلك لعلي فقال : لا يهولكم أمرهم ; فإنهم سيرجعون . . . فذكر الحديث بطوله .

قال : فحمد الله علي بن أبي طالب ، وقال : إن خليلي أخبرني أن قائد هؤلاء رجل مخدج اليد ، على حلمة ثديه شعرات كأنهن ذنب اليربوع . فالتمسوه فلم يجدوه ، فأتيناه فقلنا : إنا لم نجده ، فقال : التمسوه ، فوالله ما كذبت ولا كذبت - ثلاثا - ، فقلنا : لم نجده ، فجاء علي بنفسه ، فجعل يقول : اقلبوا ذا ، اقلبوا ذا ، حتى جاء رجل من الكوفة ، فقال : هو ذا ، قال علي : الله أكبر ، لا يأتيكم أحد يخبركم من أبوه ؟ فجعل الناس يقولون : هذا ملك ، هذا ملك ، يقول علي : ابن من هو ؟


التالي السابق


* قوله : "شذ منا " : أي : خرجوا وهربوا . " لا يهولنكم " : من هاله : إذا أفزعه .

[ ص: 29 ] * "على حلمة " : - بفتح الحاء - .

* قوله : "من أبوه " : يريد أن أباه جن كما سيجيء .

* "ملك " : - بفتح اللام - ; أي : إنه كثير العبادة ، فقد قالوا : رأيناه في مسجد كذا ، وفي مسجد كذا ; أي : فهو كالملك ، فقال علي : ابن من هو ؟ أي : ففتشوا عن أبيه .

* * *




الخدمات العلمية