4400 - حدثنا فهد ، قال : ثنا موسى بن إسماعيل ، أبو سلمة التبوذكي ، قال : ثنا وهيب ، قال : ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن سابط ، قال : أتيت حفصة بنت عبد الرحمن ، فقلت لها : إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحي منك ، فقالت : سل يا ابن أخي عن ما بدا لك .
قلت : عن إتيان النساء في أدبارهن . قالت : حدثتني أم سلمة أن الأنصار كانوا لا يجبون ، وكان المهاجرون يجبون ، وكانت اليهود تقول : من جبى خرج ولده أحول .
[ ص: 43 ] فلما قدم المهاجرون المدينة ، نكحوا نساء الأنصار ، فنكح رجل من المهاجرين المرأة من الأنصار فجبا ، فأبت ، وأتت أم سلمة فذكرت لها ذلك .
فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له أم سلمة ، فاستحيت الأنصارية وخرجت .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ادعيها فدعتها ، فقال : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، صماما واحدا .
فقد أخبرت أم سلمة رضي الله عنها بتأويل هذه الآية أيضا ، وبتوقيف النبي صلى الله عليه وسلم إياه بقوله : " صماما واحدا " .
فذلك دليل أن حكم ضد ذلك الصمام ، بخلاف حكم ذلك الصمام ، ولولا ذلك لما كان لقوله : " صماما واحدا " معنى .
وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تأويل هذه الآية ما يرجع معناه إلى هذا المعنى أيضا .


