الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        5380 - حدثنا علي بن شيبة ، ومحمد بن بحر بن مطر البغداديان ، قالا : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن جبير بن مطعم ، قال : لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذوي القربى به أعطى بني هاشم ، وبني المطلب ، ولم يعط بني أمية شيئا .

                                                        فأتيت أنا وعثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : يا رسول الله ، هؤلاء بنو هاشم فضلهم الله بك ، فما بالنا وبني المطلب ؟ وإنما نحن وهم في النسب شيء واحد .

                                                        فقال : إن بني المطلب لم يفارقوني في الجاهلية والإسلام
                                                        .

                                                        قالوا : فلما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عم بعطيته ما أمر أن يعطيه ذوي قرباه ، بني هاشم ، وبني المطلب ، وحرم من فوقهم ، فلم يعطه شيئا ، دل ذلك أن من فوقهم ليسوا من ذوي قرباه .

                                                        وهذا القول أيضا - عندنا - فاسد ؛ لأنا قد رأيناه قد حرم بني أمية ، وبني نوفل ، ولم يعطهم شيئا ؛ لأنهم ليسوا قرابة ، وكيف لا يكونون قرابة ، وموضعهم منه ، كموضع بني المطلب ؟

                                                        فلما كان بنو أمية وبنو نوفل لم يخرجوا من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم بتركه إعطاءهم ، كان كذلك من فوقهم من سائر بطون قريش ، لا يخرجون من قرابته ، بتركه إعطاءهم وقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا من سهم ذوي القربى من ليس من بني هاشم ، ولا من بني المطلب ، ولكنه من قريش ، ممن يلقاه إلى أب ، هو أبعد من الأب ، من الذي يلقاه عنه بنو أمية ، وبنو نوفل ، وهو الزبير بن العوام .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية