[ ص: 292 ]  5402  - حدثنا فهد بن سليمان  ، قال : ثنا يوسف بن بهلول  ، قال : ثنا  عبد الله بن إدريس  ، عن  محمد بن إسحاق  ، عن  الزهري  وغيره ، نحوه . غير أنه ذكر أن المناشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الشعر عمرو بن سالم   . 
فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل خزاعة  في سهم ذوي القربى ، للحلف الذي بينه وبينهم ، استحال أن يكون إعطاء بني المطلب  للحلف ، ولو كان إعطاؤهم للحلف أيضا لأعطى موالي بني هاشم  ، وهو ، فلم يعطهم شيئا . 
وأما ما ذهب  أبو يوسف   ومحمد بن الحسن  ، رحمة الله عليهما ، مما قد ذكرناه عنهما ، فهو أحسن هذه الأقوال كلها عندنا ؛ لأنا رأينا الناس في دهرنا هذا ، ينسبون إلى العباس  ، وكذلك آل علي  ، وآل جعفر  ، وآل عقيل  ، وآل الزبير  ،  وطلحة  ، كل هؤلاء لا ينسب أولادهم إلا إلى أبيهم الأعلى ، فيقال : بنو العباس  ، وبنو علي  ، وبنو من ذكرنا ، حتى قد صار ذلك يجمعهم ، وحتى قد صاروا بآبائهم متفرقين كأهل العشائر المختلفة . 
فإن قال قائل : رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قسم سهم ذوي القربى ، إنما جعله فيمن يجمعه وإياه أب جاهلي ، فكان بنو ذلك الأب من ذوي قرابته ، وكذلك من أعطاه أبو طلحة  ، ما أعطاه ممن ذكرنا ، فإنما يجمعهم وإياه أب جاهلي . 
 [ ص: 293 ] فلم قلتم : إن قرابة الرجل هي من جمعه وإياه أقصى آبائه في الإسلام ؟ قيل له : قد ذكرنا فيما تقدم منا ، في كتابنا هذا ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى قرابة ، ومنع قرابة ، وقد كان كل من أعطاه وكل من حرمه ، ممن لم يعطه ، ممن موضعه منه ، وموضع الذي أعطاه يجمعه وإياهم عشيرة واحدة ، ينسبون إليها حتى يقال لهم جميعا : ( هؤلاء القريشيون ) ، ولا ينسبون إلى ما بعد قريش  ، فيقال : ( هؤلاء الكنانيون ) ، فصار أهل العشيرة جميعا بني أب واحد وقرابة واحدة ، وبانوا ممن سواهم ، فلم ينسبوا إليه ، فكذلك أيضا كل أب حدث في الإسلام صار فخذا أو صار عشيرة ينسب ولده إليه في الإسلام ، فكان هو وولده ينسبون جميعا إلى عشيرة واحدة قد تقدمت الإسلام ، فهم جميعا من أهل تلك العشيرة ، هذا أحسن الأقوال في هذا الباب عندنا ، والله نسأله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					