5459  - حدثنا فهد بن سليمان  ، قال : ثنا يوسف بن بهلول  ، قال : ثنا  عبد الله بن إدريس  ، عن  محمد بن إسحاق  ، قال : حدثني  سعيد بن أبي سعيد المقبري  ، عن أبي شريح الخزاعي  ، قال : لما بعث عمرو بن سعيد  البعث إلى مكة  لغزو  ابن الزبير  ، أتاه أبو شريح الخزاعي  ، فكلمه بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج إلى نادي قومه ، فجلس فقمت إليه فجلست معه ، فحدث عما حدث عمرو بن سعيد  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعما جاوبه عمرو بن سعيد   . 
قال : قلت له : إنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة ، فلما كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة  على رجل من هذيل فقتلوه بمكة  وهو مشرك . 
قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا ، فقال : أيها الناس ، إن الله حرم مكة  يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام إلى يوم القيامة ، لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، ولا يعضد بها شجرا ، لم تحل لأحد كان قبلي ، ولا تحل لأحد بعدي ، ولم تحل لي إلا هذه الساعة غضبا ، ألا ثم عادت كحرمتها ، ألا فمن قال لكم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أحلها ، فقولوا : إن الله قد أحلها لرسوله ، ولم يحلها لك . 
يا معشر خزاعة  ، كفوا أيديكم فقد قتلتم قتيلا لأدينه ، فمن قتل بعد مقامي هذا فهو بخير نظرين ، إن أحب فدم قاتله ، وإن أحب فعقله . 
قال : انصرف أيها الشيخ ، فنحن أعلم بحرمتها منك ، إنها لا تمنع سافك دم ، ولا مانع حرمة لا خالع طاعة . 
قال : قلت : قد كنت شاهدا وكنت غائبا ، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ شاهدنا غائبنا ، قد أبلغتك   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					