[ ص: 331 ]  5476  - حدثنا  أبو أمية ،  قال : ثنا أحمد بن المفضل  ، فذكر بإسناده مثله . 
قيل له : هذا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أظفره الله عليهم . 
ألا يرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان صالح أولا قد كان دخل في صلحه ذلك هؤلاء الستة النفر ، وأن دماءهم قد حلت بعد ذلك بأسباب حدثت منهم بعد الصلح ، وكذلك أبو سفيان  أيضا كان في الصلح . 
ثم قال  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتاه به العباس  رضي الله عنه : ( يا رسول الله ، هذا أبو سفيان  قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد . 
فلم ينكر ذلك عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أجاره العباس  بعد ذلك بحقن دمه لجواره ) . 
وكذلك هبيرة بن أبي وهب المخزومي  وابنا عمه اللذان كانا لحقا بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة  إلى  أم هانئ بنت أبي طالب  رضي الله عنها ، فأراد  علي بن أبي طالب  رضي الله عنه أن يقتلهما ، وقد كانا دخلا في الصلح الأول ، ثم قد حلت دماؤهما بعد ذلك بالأسباب التي كانت منهما حتى أجارتهما  أم هانئ  رضي الله عنها فحرمت بذلك دماؤهما . 
وكذلك من لم يدخل دار أبي سفيان  يوم فتح مكة  ، ولا من لم يغلق عليه بابه قد كان دخل في الصلح الأول على غير إشراط عليه فيه دخول دار أبي سفيان  ، ولا بغلق باب نفسه عليه ، ثم حل دمه بعد الصلح الأول بالأسباب التي كانت منه بعد ذلك . 
				
						
						
