5478  - ولقد روي في أمر مكة  ما يمنع أن يكون صلحا ما حدثنا  يحيى بن عثمان بن صالح  ، قال : ثنا  عبد الله بن صالح   . ( ح ) .  5479  - وحدثنا روح بن الفرج  ، قال : ثنا  يحيى بن عبد الله بن بكير  ، قالا : ثنا  عبد الله بن لهيعة  ، قال : حدثني  محمد بن عبد الرحمن  ، عن  عروة  ، عن  المسور بن مخرمة  ، عن  أبيه  ، قال : لقد أظهر نبي الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلم  [ ص: 332 ] أهل مكة  ، وذلك قبل أن تفرض الصلاة حتى إن كان ليقرأ بالسجدة ويسجد فيسجدون ، فما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزحام وضيق المكان لكثرة الناس حتى قدم رءوس قريش   : الوليد بن المغيرة  وأبو جهل  وغيره فكانوا بالطائف  في أرضيهم ، فقال : أتدعون دين آبائكم ، فكفروا   . 
قال  أبو جعفر  رحمه الله : ففي هذا الحديث أن إسلام أهل مكة  قد كان تقدم ، وأنهم كفروا بعد ذلك . 
فكيف يجوز أن يؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما مرتدين بعد قدرته عليهم ؟ هذا لا يجوز عليه صلى الله عليه وسلم . 
ولقد أجمع المسلمون جميعا أن المرتد يحال بينه وبين الطعام إلا ما يقوم بنفسه ، وأنه يحال بينه وبين سعة العيش ، والتصرف في أرض الله حتى يراجع دين الله تعالى ، أو يأبى ذلك فيمضي عليه حكم الله تعالى ، وأنه لو سأل الإمام أن يؤمنه على أن يقيم مرتدا آمنا في دار الإسلام ، أن الإمام لا يجيبه إلى ذلك ولا يعطيه ما سأل . 
ففي ثبوت ما ذكرنا من إجماع المسلمين على ما وصفنا دليل صحيح وحجة قاطعة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤمن أهل مكة  بعد قدرته عليهم وظفره بهم ، والله أعلم بالصواب . 
				
						
						
