وليس الاستعظام هو المن والأذى فإنه لو صرف ماله إلى عمارة مسجد أو رباط أمكن فيه الاستعظام ولا يمكن فيه المن والأذى بل العجب والاستعظام يجري في جميع العبادات ودواؤه علم وعمل .
أما ، العلم فهو أن يعلم أن العشر أو ربع العشر قليل من كثير وأنه قد قنع لنفسه بأخس درجات البذل كما ذكرنا في فهم الوجوب فهو جدير بأن يستحيي منه فكيف يستعظمه ؟ وإن ارتقى إلى الدرجة العليا ، فبذل كل ماله أو أكثره فليتأمل أنه من أين له المال وإلى ماذا يصرفه فالمال لله عز وجل وله المنة عليه إذ أعطاه ووفقه لبذله فلم يستعظم في حق الله تعالى ما هو عين حق الله سبحانه وإن كان مقامه يقتضي أن ينظر إلى الآخرة وأنه يبذله للثواب فلم يستعظم بذل ما ينتظر عليه أضعافه .
وأما العمل فهو أن يعطيه عطاء الخجل من بخله بإمساك بقية ماله عن الله عز وجل فتكون هيئته الانكسار والحياء كهيئة من يطالب برد وديعة فيمسك بعضها ويرد البعض لأن
nindex.php?page=treesubj&link=34359_34358المال كله لله عز وجل وبذل جميعه هو الأحب عند الله سبحانه وإنما لم يأمر به عبده لأنه يشق عليه بسبب بخله كما قال الله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37فيحفكم : تبخلوا .
وَلَيْسَ الِاسْتِعْظَامُ هُوَ الْمَنُّ وَالْأَذَى فَإِنَّهُ لَوْ صَرَفَ مَالَهُ إِلَى عِمَارَةِ مَسْجِدٍ أَوْ رِبَاطٍ أَمْكَنَ فِيهِ الِاسْتِعْظَامُ وَلَا يُمْكِنُ فِيهِ الْمَنُّ وَالْأَذَى بَلِ الْعُجْبُ وَالِاسْتِعْظَامُ يَجْرِي فِي جَمِيعِ الْعِبَادَاتِ وَدَوَاؤُهُ عِلْمٍ وَعَمَلٍ .
أَمَّا ، الْعِلْمُ فَهُوَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ الْعُشْرَ أَوْ رُبْعَ الْعُشْرِ قَلِيلٌ مِنْ كَثِيرٍ وَأَنَّهُ قَدْ قَنِعَ لِنَفْسِهِ بِأَخَسِّ دَرَجَاتِ الْبَذْلِ كَمَا ذَكَرْنَا فِي فَهْمِ الْوُجُوبِ فَهُوَ جَدِيرٌ بِأَنْ يَسْتَحْيِي مِنْهُ فَكَيْفَ يَسْتَعْظِمُهُ ؟ وَإِنِ ارْتَقَى إِلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا ، فَبَذَلَ كُلَّ مَالِهِ أَوْ أَكْثَرُهُ فَلْيَتَأَمَّلْ أَنَّهُ مِنْ أَيْنَ لَهُ الْمَالُ وَإِلَى مَاذَا يَصْرِفُهُ فَالْمَالُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَهُ الْمِنَّةُ عَلَيْهِ إِذْ أَعْطَاهُ وَوَفَقَهُ لِبَذْلِهِ فَلَمْ يَسْتَعْظِمْ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى مَا هُوَ عَيْنُ حَقِّ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَإِنْ كَانَ مَقَامُهُ يَقْتَضِي أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّهُ يَبْذُلُهُ لِلثَّوَابِ فَلَمْ يَسْتَعْظِمْ بَذْلَ مَا يُنْتَظَرُ عَلَيْهِ أَضْعَافُهُ .
وَأَمَّا الْعَمَلُ فَهُوَ أَنْ يُعْطِيَهُ عَطَاءَ الْخَجِلِ مِنْ بُخْلِهِ بِإِمْسَاكِ بَقِيَّةِ مَالِهِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَكُونُ هَيْئَتُهُ الِانْكِسَارُ وَالْحَيَاءُ كَهَيْئَةِ مَنْ يُطَالِبُ بَرَدِّ وَدِيعَةٍ فَيُمْسِكُ بَعْضَهَا وَيَرُدُّ الْبَعْضَ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=34359_34358الْمَالَ كُلَّهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبَذْلُ جَمِيعِهِ هُوَ الْأَحَبُّ عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَإِنَّمَا لَمْ يَأْمُرْ بِهِ عَبَدَهُ لِأَنَّهُ يَشُقُّ عَلَيْهِ بِسَبَبِ بُخْلِهِ كَمَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=37فَيُحْفِكُمْ : تَبْخَلُوا .