nindex.php?page=treesubj&link=3091بيان وظائف القابض وهي خمسة .
الأولى : : أن يعلم أن الله عز وجل أوجب صرف الزكاة إليه ليكفي همه ويجعل همومه هما واحدا فقد تعبد الله عز وجل الخلق بأن يكون همهم واحدا ، وهو الله سبحانه واليوم الآخر وهو المعني بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ولكن لما اقتضت الحكمة أن يسلط على العبد الشهوات والحاجات وهي تفرق همه اقتضى الكرم إفاضة نعمة تكفي الحاجات فأكثر الأموال وصبها في أيدي عباده لتكون آلة لهم في دفع حاجاتهم ووسيلة لتفرغهم لطاعاتهم فمنهم من أكثر ماله فتنة وبلية فأقحمه في الخطر ومنهم من أحبه فحماه عن الدنيا كما يحمي المشفق مريضه فزوى عنه فضولها وساق إليه قدر حاجته على يد الأغنياء ليكون سهل الكسب والتعب في الجمع والحفظ عليهم وفائدته تنصب إلى الفقراء فيتجردون لعبادة الله والاستعداد لما بعد الموت فلا تصرفهم عنها فضول الدنيا ولا تشغلهم عن التأهب الفاقة وهذا منتهى النعمة فحق الفقير أن يعرف قدر نعمة الفقر ويتحقق أن فضل الله عليه فيما زواه عنه أكثر من فضله فيما أعطاه كما سيأتي في كتاب الفقر تحقيقه وبيانه إن شاء الله تعالى فليأخذ ما يأخذه من الله سبحانه رزقا له وعونا . له على الطاعة ولتكن نيته فيه أن يتقوى به على طاعة الله فإن لم يقدر عليه فليصرفه إلى ما أباحه الله عز وجل فإن استعان به على معصية الله كان كافرا لأنعم الله عز وجل ، مستحقا للبعد والمقت من الله سبحانه .
nindex.php?page=treesubj&link=3091بَيَانُ وَظَائِفِ الْقَابِضِ وَهِيَ خَمْسَةٌ .
الْأُولَى : : أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْجَبَ صَرْفَ الزَّكَاةِ إِلَيْهِ لِيَكْفِيَ هَمَّهُ وَيَجْعَلَ هُمُومَهُ هَمًّا وَاحِدًا فَقَدْ تَعَبَّدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ بِأَنْ يَكُونَ هَمُّهُمْ وَاحِدًا ، وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَالْيَوْمُ الْآخِرُ وَهُوَ الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ وَلَكِنْ لَمَّا اقْتَضَتِ الْحِكْمَةُ أَنْ يُسَلِّطَ عَلَى الْعَبْدِ الشَّهَوَاتِ وَالْحَاجَاتِ وَهِيَ تُفَرِّقُ هَمَّهُ اقْتَضَى الْكَرَمُ إِفَاضَةَ نِعْمَةٍ تَكْفِي الْحَاجَاتِ فَأَكْثَرَ الْأَمْوَالَ وَصَبَّهَا فِي أَيْدِي عِبَادِهِ لِتَكُونَ آلَةً لَهُمْ فِي دَفْعِ حَاجَاتِهِمْ وَوَسِيلَةً لِتَفَرُّغِهِمْ لِطَاعَاتِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ أَكْثَرَ مَالَهُ فِتْنَةً وَبَلِيَّةً فَأَقْحَمَهُ فِي الْخَطَرِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَحَبَّهُ فَحَمَاهُ عَنِ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي الْمُشْفِقُ مَرِيضَهُ فَزَوَى عَنْهُ فُضُولَهَا وَسَاقَ إِلَيْهِ قَدْرَ حَاجَتِهِ عَلَى يَدِ الْأَغْنِيَاءِ لِيَكُونَ سَهْلَ الْكَسْبِ وَالتَّعَبِ فِي الْجَمْعِ وَالْحِفْظِ عَلَيْهِمْ وَفَائِدَتُهُ تَنْصَبُّ إِلَى الْفُقَرَاءِ فَيَتَجَرَّدُونَ لِعِبَادَةِ اللَّهِ وَالِاسْتِعْدَادِ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ فَلَا تَصْرِفُهُمْ عَنْهَا فُضُولُ الدُّنْيَا وَلَا تَشْغَلُهُمْ عَنِ التَّأَهُّبِ الْفَاقَةُ وَهَذَا مُنْتَهَى النِّعْمَةِ فَحَقُّ الْفَقِيرِ أَنْ يَعْرِفَ قَدْرَ نِعْمَةِ الْفَقْرِ وَيَتَحَقَّقُ أَنَّ فَضْلَ اللَّهِ عَلَيْهِ فِيمَا زَوَاهُ عَنْهُ أَكْثَرَ مَنْ فَضْلِهِ فِيمَا أَعْطَاهُ كَمَا سَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْفَقْرِ تَحْقِيقُهُ وَبَيَانُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَلْيَأْخُذْ مَا يَأْخُذُهُ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ رِزْقًا لَهُ وَعَوْنًا . لَهُ عَلَى الطَّاعَةِ وَلْتَكُنْ نِيَّتُهُ فِيهِ أَنْ يَتَقَوَّى بِهِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَلْيَصْرِفْهُ إِلَى مَا أَبَاحَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنِ اسْتَعَانَ بِهِ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ كَانَ كَافِرًا لِأَنْعُمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، مُسْتَحِقًّا لِلْبُعْدِ وَالْمَقْتِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ .