الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الثالث التمتع وهو أن يجاوز الميقات محرما بعمرة ويتحلل بمكة ويتمتع بالمحظورات إلى وقت الحج ثم يحرم بالحج

التالي السابق


(الثالث التمتع ) يقال : تمتع بالشيء إذا انتفع به ، ومتعه بكذا وأمتعه ، والاسم المتعة بالضم والكسر (وهو أن يجاوز الميقات) أي : ميقات بلده (بعمرة محرما ويتحلل بمكة ويتمتع بالمحظورات إلى وقت الحج ثم يحرم بالحج) أي : ينشئ بالحج من مكة ، سمي متمتعا لاستمتاعه بمحظورات الإحرام بينهما ، أو تمكنه من الاستمتاع بحصول التحلل ، وعند أبي حنيفة إن كان قد ساق الهدي لم يتحلل بفراغه من العمرة ، بل يحرم بالحج ، فإذا فرغ منه حل منهما جميعا ، وإن لم يسق الهدي تحلل عند فراغه من العمرة ، وقول المصنف : ثم يحرم بالحج ، فيه إشارة إلى أن أفعالها لا تتداخل ، بل يأتي بهما على الكمال ، بخلاف ما في القران . وقول المصنف في الوجيز : ولكن يتحد الميقات إذ يحرم بالحج من جوف مكة . معناه أنه بالتمتع من العمرة إلى الحج يربح ميقاتا ؛ لأنه لو أحرم بالحج من ميقات بلده فكان يحتاج بعد فراغه من الحج إلى أن يخرج إلى أدنى الحل فيحرم بالعمرة منه ، وإذا تمتع استغنى عن الخروج ؛ لأنه يحرم بالحج من جوف مكة ، فكان رابحا أحد الميقاتين .




الخدمات العلمية