الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والأفضل الرمل مع الدنو من البيت فإن لم يمكنه للزحمة فالرمل مع البعد أفضل فيخرج إلى حاشية المطاف وليرمل ثلاثا ثم ليقرب إلى البيت في المزدحم وليمش أربعا .

التالي السابق


الرابعة : ما أشار إليه المصنف بقوله (والأفضل الرمل مع الدنو من البيت فإن لم يمكن للزحمة فالرمل مع البعد أفضل فليخرج إلى حاشية المطاف وليرمل ثلاثا ثم ليقرب إلى البيت في المزدحم وليمش أربعا) اعلم أن القرب من البيت مستحب تبركا به ولا نظر إلى كثرة الخطى لو تباعد ولو تعذر الرمل مع القرب لزحمة الناس فينظر إن كان يجد فرجة لو توقف توقف ليجدها ويرمل فيها وإن كان لا يرجو ذلك فالبعد عن البيت والمحافظة على الرمل أولى لأن القرب فضيلة تتعلق بموضع العبادة والرمل فضيلة تتعلق بنفس العبادة والفضيلة المتعلقة بنفس العبادة أولى بالرعاية ووجهه في البيان بأن الدنو من البيت فضيلة في الطواف والرمل هيئة في الطواف ومراعاة الهيئة أولى من مراعاة الفضيلة ولو كان في حاشية المطاف نساء ولم يأمن من مصادمتهن لو تباعد فالقرب من البيت والسكينة أولى من التباعد والرمل تحرزا عن مصادمتهن وملابستهن .



الخامسة : ليكن من دعائه في الرمل : "اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا " روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا ذكره الرافعي قال الحافظ : لم أجده وذكره البيهقي من كلام الشافعي وروى سعيد بن منصور في السنن عن هشيم عن مغيرة قال : كانوا يحبون للرجل إذا رمى الجمار أن يقول : "اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا " وأسنده من وجهين ضعيفين عن ابن مسعود وابن عمر من قولهما عند رمي الجمر .

قلت : وقد تقدم الكلام عليه عند ذكر الركن الشامي قريبا .



السادسة : متى تعذر الرمل على الطائف فينبغي أن يتحرك في مشيته ويري من نفسه أنه لو أمكنه الرمل لرمل فإن طاف راكبا أو محمولا ففيه قولان : أصحهما أنه يرمل به الحامل ويحرك هو الدابة وقال الطبري في مناسكه : الأولى للراكب أن لا يرمل لئلا يؤذي الناس ومنهم من خص القولين بالبالغ المحمول فإنه يرمل به حامله والله أعلم .




الخدمات العلمية