منهم: جريج العابد    : 
أخبرنا الحصين  قال: أخبرنا  ابن المذهب  قال: أخبرنا أحمد بن جعفر  قال: أخبرنا  عبد الله بن أحمد  قال: حدثني أبي  قال: أخبرنا  وهب بن جرير  قال: حدثني أبي قال: سمعت  محمد بن سيرين  يحدث عن  أبي هريرة  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .  " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم  قال: وكان في بني إسرائيل  رجل [ عابد ] يقال له جريج  ، فابتنى صومعة فتعبد فيها ، قال: فذكر بنو إسرائيل  يوما عبادة  [ ص: 157 ] جريج  ، فقالت بغي منهم: لئن شئتم لأفتننه ، فقالوا: قد شئنا [ ذاك ] . 
قال: فأتته ، فتعرضت له ، فلم يلتفت إليها فأمكنت نفسها من راع كان يؤوي [ غنمه ] إلى أصل صومعة جريج   [ فحملت ] فولدت غلاما ، قالوا: ممن ، قالت: من جريج  ، فأتوه فاستنزلوه وشتموه وضربوه وهدموا صومعته ، فقال: ما شأنكم ؟ قالوا: إنك زنيت بهذه البغي فولدت غلاما . قال: وأين هو هذا ؟ قالوا: هو هذا قال: فقام فصلى ودعا ، ثم انصرف إلى الغلام فطعنه بأصبعه ، فقال: يا غلام ، بالله من هو أبوك ؟ قال: أنا ابن الراعي ، فوثبوا إلى جريج   . فجعلوا يقبلونه ، وقالوا له: نبني لك صومعتك من ذهب ، قال: لا حاجة لي في ذلك ابنوها من طين كما كانت . 
قال: وبينما امرأة في حجرها ابن لها ترضعه إذ مر بها راكب ذو شارة ، فقالت: اللهم اجعل ابني مثل هذا . قال: فترك ثديها [ فأقبل على الراكب ] وقال: اللهم لا تجعلني مثله . قال: ثم عاد إلى ثديها . 
قال  أبو هريرة   : فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي صنع الصبي وضع أصبعه في فيه ، فجعل يمصها ، ثم مرت بأمة تضرب ، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثلها . قال: فترك ثديها ، وأقبل على الأمة وقال: اللهم اجعلني مثلها . قال: فذاك حين تراجعا الحديث ، فقالت: خلفي مر الراكب ذو الشارة ، فقلت [ اللهم ] اجعل ابني مثله ، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله ، ومر بهذه الأمة فقلت: لا تجعل ابني مثلها . [ فقلت: اللهم اجعلني مثلها ] فقال: يا أماه ، إن الراكب ذا الشارة جبار من الجبابرة ، وإن هذه الأمة يقولون زنت ولم تزن [ وسرقت ] ولم تسرق ، وهي تقول: حسبي الله  . 
 [ ص: 158 ] 
				
						
						
