الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الحوادث في سنة سبع من النبوة وقعة بعاث:

وكانت بين الأوس والخزرج .

أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي البزاز قال: أنبأنا أبو إسحاق البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الهثيم قال:

حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن قال: قال زيد بن ثابت:

كانت وقعة بعاث [ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، قد تنبأ ، ودعا إلى الإسلام ، ثم هاجر [ ص: 386 ] بعدها بست سنين إلى المدينة ، وكان حضير أبو أسيد بن حضير رئيس الأوس يوم بعاث ، وقد قيل إنها كانت] قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين .

أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: أخبرنا أبي ، عن إسحاق قال: حدثني حسين بن عبد الرحمن عن محمود بن لبيد قال: لما قدم أبو الجليس أنس بن نافع ومعه فتية من بني عبد الأشهل منهم: إياس معاذ يلتمس الحلف من قريش على قومهم من الخزرج ، فسمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: "هل لكم إلى خير مما جئتم له" ؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: "أنا رسول الله ، بعثني الله إلى العباد ، أدعوهم أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئا ، وأنزل علي كتاب كريم" ثم ذكر الإسلام ، وتلا عليهم القرآن . فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا: أي قوم ، هذا والله خير مما جئتم له ، فأخذ أبو الجليس حفنة من البطحاء ، فضرب بها وجه إياس بن معاذ ، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانصرفوا إلى المدينة . وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ، فلم يلبث إياس بن معاذ أن هلك .

قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومي عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ، ويحمده ، ويسبحه حتى مات ، وما كانوا يشكون أنه قد مات مسلما . لقد كان يستشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية