[ ص: 62 ] فصل ( في خواص الملح    ) . 
روى  ابن ماجه  من رواية عيسى بن أبي عيسى الحناط  وهو ضعيف متروك بالاتفاق عن  أنس  مرفوعا { سيد إدامكم الملح    } وفي مسند أبي بكر البزار  مرفوعا { ستوشكون أن تكونوا في الناس كالملح في الطعام ، ولا يصلح الطعام إلا بالملح    } . 
وذكر البغوي  في تفسيره عن عبد الله  مرفوعا { إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض : الحديد ، والنار ، والماء ، والملح    } قال الأطباء : في الملح مرارة وقبض ، والمر منه قريب من البورق هش ومنه أندراني كالبلور ، ومنه نفطي أسود ، ومنه بحري يذوب كما يصبه الماء . 
وأجوده الأندراني الأبيض الرقيق وهو حار يابس في الثانية جلاء محلل قابض يكثر من الرياح ، وينفع من العفونة ، وينفع من غلظ الأخلاط ويذيبها . واستعمال الملح بالغداة يحسن اللون ومع العسل والزيت يضمد به الدماميل لينضجها ومع الفوندج والعسل للأورام البلغمية ، وهو يأكل اللحم الزائد ، وينفع من الجرب المتقرح والحكة البلغمية والنقرس ويطلى به مع شجر الحنظل بثور الرأس . والأندراني يحد البخر ، ويشد اللثة المسترخية ويسهل خروج التفل وانحدار الطعام ، وينفع من أوجاع المعدة الباردة ويسهل البلغم العفن والنخام والسوداء وقدر شربته نصف درهم ويضمد به مع بزر كتان للسع العقرب ومع الخل والعسل للزنابير ، ويشرب مع سكنجبين فيدفع مضرة الفطر القتال والأفيون والملح المحرق يجلو الأسنان والمر منه يسهل السوداء بقوة . 
والملح يضر الدماغ والبصر والرئة ويصلحه غسله وشيه ويضاف إليه الصعتر . وفي الملح قوة تزيد الذهب صفرة والفضة بياضا ، ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار . وإذا دلك به بطون أصحاب الاستسقاء نفعهم . 
 [ ص: 63 ] والملح الهندي حار يابس أشد أنواع الملح  إسخانا وتلطيفا . 
الملح النفطي ، أجوده المنتن الرائحة حار يابس يعين على القيء ويسهل السوداء ، وقدر شربته إلى نصف درهم ، ويضر بالمعى ويصلحه الهليلج ملح بابازير حار يابس يهضم الغذاء وينفذه ويجفف البدن ويصلحه الخشخاش والصعتر ، فإن الصعتر حار يابس في الثالثة محلل ملطف ينفع من أوجاع الوركين ويسكن وجع الضرس إذا مضغ ، وينفع الكبد والمعدة ويخرج الديدان ويدر ويشهي الطعام ويحلل الرياح وأكله ينفع من غشاوة البصر الحادثة عن رطوبة ، وينفع الصدر والرئة دهنه ، وقيل : يضر بالأرنبة ويصلحه الخل . 
				
						
						
