الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قالوا : ثبت صرف منافعه إلى سيده . فلو خوطب بصرفها إلى غيره لتناقض .

            رد بأنه في غير تضايق العبادات ، فلا تناقض .

            قالوا : ثبت خروجه من خطاب الجهاد والحج والجمعة وغيرها .

            [ ص: 220 ] قلنا : بدليل ، كخروج المريض والمسافر .

            التالي السابق


            ش - احتج الأقلون بوجهين .

            أحدهما - أنه ثبت بالدلائل القطعية صرف منافع العبد إلى مهمات سيده ، فلو خوطب العبد بصرف تلك المنافع إلى غير السيد لزم التناقض .

            أجاب بأنه ثبت صرف منافع العبد إلى مهمات السيد في غير وقت تضايق العبادات المأمور بها ، فلا يتناقض ; لأنه حينئذ يكون منافعه في غير وقت تضايق العبادات مصروفة إلى سيده ، وفي وقت تضايق العبادات مصروفة إلى غيره .

            الثاني - أنه لو كان الخطاب العام متناولا للعبيد لوجب عليهم الحج والجهاد والجمعة ، لوجود الموجب ، وهو الخطاب العام المتناول لهم .

            والتالي باطل بالاتفاق .

            أجاب بأن عدم وجوب هذه الأمور عليهم لا يوجب عدم تناول الخطاب العام إياهم .

            وذلك ; لأنه يجوز أن يكون خروجهم عن الخطاب العام بدليل خارجي ، كخروج المريض والمسافر .




            الخدمات العلمية