الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - أبو الحسين : لو كان ضروريا لما افتقر . ولا يحصل إلا بعد علم أنه من المحسوسات . وأنهم عدد لا حامل لهم .

            وأن ما كان كذلك ليس بكذب ، فيلزم النقيض . وأجيب بالمنع . بل إذا حصل ، علم أنهم لا حامل لهم ، لا أنه مفتقر إلى سبق علم ذلك . فالعلم بالصدق ضروري وصورة الترتيب ممكنة في كل ضروري .

            التالي السابق


            ش - قال : قال أبو الحسين : لو كان العلم بصدق الخبر المتواتر ضروريا لم يفتقر حصول العلم بصدقه إلى توسط المقدمتين ; لأن الضروري ما لا يفتقر إلى النظر . والتالي باطل ; لأن العلم لا يحصل إلا بعد أن يعلم أن المخبر عنه من المحسوسات ، وأن يعلم أن المخبرين جمع عظيم لا داعي لهم إلى توافقهم على الكذب . وأن يعلم أن ما كان كذلك ، أي أن كل خبر عن محسوس أخبره جماعة لا داعي لهم إلى توافقهم على الكذب ، لا يكون كذبا . وأن يعلم أنه إذا لم يكن الخبر كذبا ، يلزم أن يكون صدقا .

            [ ص: 647 ] وإليه أشار بقوله : فيلزم [ النقيض ] . أجاب بأنا لا نسلم أن العلم بصدق الخبر المتواتر يتوقف على العلم بهذه الأمور ، بل إذا حصل العلم بصدقه علم أنهم لا داعي لهم على توافقهم على الكذب . لا أن العلم بصدق الخبر المتواتر يفتقر إلى سبق علم تلك الأمور ، فيكون العلم بصدق الخبر ضروريا .

            فإن قيل : إذا كان العلم بصدق المتواتر ضروريا لم يمكن صورة الترتيب فيه .

            أجيب بأن صورة الترتيب ممكنة في كل ضروري ، حتى في أجلى البديهيات كقولنا : الشيء إما أن يكون ، وإما أن لا يكون ، بأن يقال : الكون [ واللاكون ] متقابلان ، والمتقابلان يمتنع اتصاف الشيء الواحد بهما .




            الخدمات العلمية