الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 135 ]

798 . والعد لا يحصرهم فقد ظهر سبعون ألفا بتبوك وحضر      799 . الحج أربعون ألفا وقبض
عن ذين مع أربع آلاف تنض

التالي السابق


حصر الصحابة - رضي الله عنهم - بالعد والإحصاء متعذر لتفرقهم في البلدان والبوادي وقد روى البخاري في صحيحه أن كعب بن مالك قال في قصة تخلفه عن غزوة تبوك وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير لا يجمعهم كتاب حافظ ، يعني الديوان ; ولكن قد جاء ضبطهم في بعض مشاهده كتبوك ، وحجة الوداع ، وعدة من قبض عنه من الصحابة عن أبي زرعة الرازي على ما فيه من نظر ، فروينا عنه أنه سئل عن عدة من روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ومن يضبط هذا شهد معه حجة الوداع أربعون ألفا ، وشهد معه تبوك سبعون ألفا وروينا عنه أيضا أنه قيل له أليس يقال حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة آلاف حديث ؟ قال ومن قال ذا ؟ قلقل الله أنيابه ، هذا قول الزنادقة ، ومن يحصي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه ، وفي رواية ممن رآه وسمع منه ، فقيل له هؤلاء أين كانوا ؟ وأين سمعوا منه ؟ قال أهل المدينة ، وأهل مكة ومن بينهما والأعراب ، ومن شهد معه حجة الوداع ، كل رآه وسمع منه بعرفة [ ص: 136 ] وقولي عن ذين أي عن مقدار هذين العددين المذكورين ، وهما سبعون ألفا ، وأربعون ألفا ، مع زيادة أربعة آلاف ، فذلك مائة ألف وأربعة عشر ألفا ، كما تقدم بيانه وقولي تنض بكسر النون وتشديد الضاد أي تتيسر ، يقال خذ ما نض لك من دين ، أي تيسر حكاه الجوهري ، والنض والناض ، وإن كان إنما يطلق على الدنانير ، والدراهم ، فقد استعير للصحابة لرواجهم في النقد وسلامتهم من الزيف لعدالة كلهم كما تقدموأسقطت الهاء من أربع آلاف ; لضرورة الشعر ، وإن كان الألف مذكرا




الخدمات العلمية