الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

917. وعامر بجالة بن عبده كل وبعض بالسكون قيده

التالي السابق


ومن ذلك: عبدة، وعبدة .

فالأول: بفتح العين المهملة، وفتح الباء الموحدة أيضا، وليس فيها كذلك إلا اسمان:الأول: عامر بن عبدة البجلي الكوفي، روى له مسلم في مقدمة الصحيح، عن ابن مسعود، قوله: " إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل، فيأتي القوم، فيحدثهم... " الحديث.

هكذا ذكره بالفتح علي بن المديني، ويحيى بن معين، وأبو علي الجياني، والتميمي، والصدفي، وابن الحذاء، وبه صدر الدارقطني، وابن ماكولا كلاميهما، وحكيا أنه قيل فيه: عبدة بسكون الباء. قال صاحب المشارق : وحكي لنا عن بعض شيوخنا: عبد -بغير هاء -. قال: وهو وهم.

أما عامر بن عبدة الذي روى عنه أبو أسامة، فهو بإسكان الباء ولكن ليست له رواية في الكتب الثلاثة، ولا في بقية الستة. وقول الذهبي -فيما قرأته بخطه في المشتبه أنه يشتبه بعامر بن عبدة الباهلي، وهم، إنما الباهلي عامر بن عبيدة بزيادة ياء مثناة من تحت بعد الباء الموحدة المكسورة، وقد تقدم في عبيدة .

والثاني من الاسمين: بجالة بن عبدة التميمي، ثم العنبري البصري، روى له البخاري في كتاب الجزية، قال: كنت كاتبا لجزء بن معاوية، فجاءنا كتاب [ ص: 248 ] عمر قبل موته بسنة ... الحديث. وقد قيده بالفتح الدارقطني، وابن ماكولا، والجياني. وحكى صاحب المشارق أنه ذكره كذلك البخاري في التاريخ، وأصحاب الضبط، قال: وقال فيه الباجي : عبدة، قال: وقال البخاري فيه أيضا: عبدة بالإسكان، قال: ويقال فيه أيضا: عبد.

والثاني من لفظي الترجمة: عبدة -بفتح العين، وسكون الباء- وهو بقية ما في الكتب الثلاثة من ذلك، منهم: عبدة بن سليمان الكلابي، وعبدة بن أبي لبابة، وغيرهما. وقولي: ( ابن عبده ): هو بالألف; لأن (ابن) ليس في موضع الصفة لبجالة; وإنما هو ابتداء جملة في موضع الخبر، أي: كل من المذكورين: ابن عبدة . وقولي: ( وبعض بالسكون قيده ) أي: في كل واحد من الاسمين جميعا.




الخدمات العلمية