الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3602 1893 - (3613) - (1\380 - 381) عن مسروق، قال: جاء رجل إلى عبد الله، فقال: إني تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه، يقول في هذه الآية: يوم تأتي السماء بدخان مبين [الدخان: 10] إلى آخرها: يغشاهم يوم القيامة دخان يأخذ بأنفاسهم، حتى يصيبهم منه كهيئة الزكام قال: فقال عبد الله: من علم علما، فليقل به، ومن لم يعلم، فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، إنما كان هذا لأن قريشا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم، " دعا عليهم بسنين كسني يوسف "، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، وجعل الرجل ينظر إلى السماء، فينظر ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجهد، [ ص: 244 ] فأنزل الله عز وجل: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم [الدخان: 10 - 11] فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله، استسق الله لمضر، فإنهم قد هلكوا، قال: فدعا لهم، فأنزل الله عز وجل: إنا كاشفو العذاب [الدخان: 15] فلما أصابهم المرة الثانية عادوا، فنزلت: يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون [الدخان: 16] يوم بدر.

* * *

التالي السابق


* قوله: "إنما كان": هذا الدخان المذكور في الآية.

* "لأن قريشا": أي: لأجل أن قريشا.

* "لما استعصت": أظهرت العصيان والخلاف.

* "جهد": - بفتح جيم وسكون هاء - أي: مشقة.

* "كهيئة الدخان": من ضعف بصره بسبب الجوع.

* "فأتي": على بناء المفعول.

* "استسقى": هكذا في النسخ، والوجه: "استسق".

* "المرة الثانية": أي: من الدعاء.

* * *




الخدمات العلمية