الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 269 ] 7 - باب المشي مع الجنازة والقيام معها إلى أن تدفن

                                                                                        805 - إسحاق : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، حدثنا مطرح بن يزيد الدمشقي ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال أبو سعيد الخدري لعلي - رضي الله عنهما - : أخبرنا يا أبا الحسن عن المشي مع الجنازة ، أي ذلك أفضل ؟ فقال علي - رضي الله عنه - : والله إن فضل الماشي خلفها على الماشي أمامها كفضل المكتوبة على التطوع . قال أبو سعيد - رضي الله عنه - : فوالله ما جلست منذ شهدت جنازة شهدها أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - فرأيت أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - يمشيان أمامها .

                                                                                        فقال : يغفر الله لهما ، إن خيار هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر [ ص: 270 ] - رضي الله عنهما - ثم الله أعلم الخير أين هو ؟ ولئن كنت رأيتهما فعلا ذلك لقد فعلا وهما يعلمان أن فضل الماشي خلفها على المشي أمامها كفضل المكتوبة على التطوع ، كما نعلم أن دون غد ليلة ، ولكنهما أحبا أن ينبسط الناس ، وكرها أن يتضايقوا ، وقد علما أنهما يقتدى بهما . قال : يا أبا الحسن ، أخبرني عن حمل الجنازة ، أواجب على من شهدها ؟ قال - رضي الله عنه - : لا ، ولكنه خير ، من شاء أخذ ، ومن شاء ترك ، فإذا كنت مع جنازة فقدمها بين يديك ، واجعلها نصبا بين عينيك ، فإنما هي موعظة ، وتذكرة ، وعبرة ، فإن بدا لك أن تحملها فانظر مؤخر السرير الأيسر فاجعله على منكبك الأيمن ، فإذا انتهيت إلى المقبرة فقم ولا تقعد ، فإنك ترى أمرا عظيما ، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : أخوك أخوك ، كان ينافسك في الدنيا ، [ ص: 271 ] ويشاحك فيها ، فضايق في سهولة الأرض قصورا ، أدخل في قبر تحت جوف قبر محرف على جنبه ، فقم ولا تقعد حتى تشن عليه التراب شنا ، فإن لم يدعك الناس ، وليسوا بتاركيك ، وقالوا : ما هذا والله بشيء ، فقم ولا تقعد حتى يدلى في حفرته وإن قاتلوك قتالا .


                                                                                        قلت : هذا إسناد ضعيف بمرة .

                                                                                        [ ص: 272 ] [ ص: 273 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية