الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 653 ] 957 - وقال أبو يعلى : حدثنا عبد الله بن مطيع ، حدثنا هشيم ، عن زياد ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن قيس بن عاصم - رضي الله عنه - قال : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما دنوت منه سمعته يقول : هذا سيد أهل الوبر . فسلمت ، ثم جلست ، فقلت : يا رسول الله ، ما المال الذي لا يكون علي فيه تبعة من ضيف ضافني ، أو عيال إن كثروا ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : نعم المال الأربعون من الإبل ، والأكثر ستون ، وويل لأصحاب المئين ، إلا من أعطى في رسلها ، ونجدتها ، وأفقر ظهرها ، وأطرق فحلها ، ونحر سمينها ، وأطعم القانع ، والمعتر . قال : قلت : يا رسول الله ، ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها ، إنه لا يحل بالوادي الذي أنا فيه من كثرة إبلي ؟ قال : فكيف تصنع في المنيحة ؟ قال : قلت : إني لأمنح في كل عام مائة ، قال : كيف تصنع بالعارية ؟ قال : يغدو الإبل ، ويغدو الناس ، فمن أخذ برأس بعير ذهب به ، قال : كيف تصنع بالفقار ؟ قال : إني لأفقر البكر الضرع ، [ ص: 654 ] والناب المدبر ، قال : ذلك أحب إليك ، أو مال مولاك ؟ ، قلت : بل مالي ، قال : فإنما لك في مالك ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو أعطيت فأمضيت ، وما بقي فلمولاك ، قلت : لمولاي ؟ قال : نعم ، قلت : أما والله لئن بقيت لأدعن عدتها قليلا .

                                                                                        قال الحسن : ففعل رحمه الله
                                                                                        .

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية