الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12006 5482 - (12414) - (3\139) عن أنس بن مالك، قال: شق على الأنصار النواضح، فاجتمعوا عند النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يكري لهم نهرا سيحا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مرحبا بالأنصار، مرحبا بالأنصار، والله! لا تسألوني اليوم شيئا إلا أعطيتكموه، ولا أسأل الله لكم شيئا إلا أعطانيه " ، فقال بعضهم لبعض " : اغتنموها وسلوا المغفرة، فقالوا: يا رسول الله! ادع الله لنا بالمغفرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار " .

التالي السابق


* قوله : " النواضح " : أي: الإبل التي يسقى عليها; أي: شق عليهم سقي الأراضي بالنواضح، فطلبوا أن يكون لهم نهر جار لا يحتاجون في السقي منه إلى تعب.

* " أن يكري " : يقال: كريت الأرض، وكروتها: إذا حفرتها; أي: يحفر لهم بالدعاء; أي: يدعو لهم بنهر، فإذا جاء النهر، فكأنه حفر لهم.

* " نهرا سيحا " : جاريا.

* " واطلبوا المغفرة " : هذا من علو همتهم واهتمامهم بأمر الآخرة دون الدنيا.

[ ص: 241 ] * " ولأبناء أبناء الأنصار " : الظاهر أن المراد بهم الأبناء بلا واسطة; إذ لو كان المراد العموم، لدخل الأبناء إلى يوم القيامة في أبناء الأنصار، فلا حاجة إلى زيادة أبناء الأبناء، ويحتمل العموم في الثاني دون الأول، والله تعالى أعلم.

وفي " المجمع " : رواه أحمد، والبزار بنحوه، وقال: " مرحبا بالأنصار ثلاثا " ، والطبراني في " الأوسط " ، و " الصغير " ، و " الكبير " بنحوه، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح.

* * *




الخدمات العلمية