الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12413 5668 - (12824) - (3\178) عن أنس، قال: حدثني نبي الله صلى الله عليه وسلم: " إني لقائم أنتظر أمتي تعبر الصراط، إذ جاءني عيسى، فقال: هذه الأنبياء قد جاءتك

[ ص: 347 ] يا محمد يسألون - أو قال: يجتمعون إليك - ، ويدعون الله أن يفرق بين جمع الأمم إلى حيث يشاء الله; لغم ما هم فيه، فالخلق ملجمون في العرق، فأما المؤمن، فهو عليه كالزكمة، وأما الكافر، فيغشاه الموت " ; قال: قال: " عيسى! انتظر حتى أرجع إليك " . قال: " فذهب نبي الله حتى قام تحت العرش، فلقي ما لم يلق ملك مصطفى، ولا نبي مرسل، فأوحى الله إلى جبريل: أن اذهب إلى محمد، فقل له: ارفع رأسك، سل تعط، واشفع تشفع " . قال: " فشفعت في أمتي: أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنسانا واحدا " . قال: " فما زلت أتردد على ربي، فلا أقوم مقاما إلا شفعت، حتى أعطاني الله من ذلك أن قال: يا محمد! أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أنه لا إله إلا الله يوما واحدا مخلصا، ومات على ذلك " .


التالي السابق


* قوله : " أنتظر أمتي تعبر الصراط " : من عبر الوادي; كنصر: قطعه، وفي بعض النسخ: " تعبر على الصراط " بزيادة " على " ، والأقرب تركها كما في نسختنا، والظاهر أن المراد بهذه الأمة: من لا حساب عليهم، فأذن لهم في الدخول إلى الجنة.

* " أن يفرق " : من التفريق.

* " إلى حيث يشاء " : أي: من الجنة والنار.

* " لغم ما " : الظاهر أنه بالتنوين على التوصيف دون الإضافة; أي: لغم عظيم.

* " يلجمون " : - بفتح الجيم - ، من الإلجام.

* " كالزكمة " : ضبط: - بضم زاي فسكون كاف - .

* " قال: عيسى! انتظر حتى أرجع إليك " : الأقرب أن هذا من كلامه صلى الله عليه وسلم، فعيسى منادى بحذف حرف النداء، وصيغة " انتظر " للأمر، ويحتمل أن يكون

[ ص: 348 ] " أنتظر " بصيغة المتكلم من كلام عيسى بتقدير الاستفهام، وقوله: " حتى أرجع إليك " من كلامه صلى الله عليه وسلم لعيسى بتقدير; أي: نعم حتى أرجع إليك، ولو قيل: التقدير: قال لعيسى، استقام الكلام، لكنه تقدير على خلاف القياس.

* " فلقي " : أي: من الكرامة، وظاهر هذا أنه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق كلهم، قال صاحب " البردة " : وأنه خير الخلق كلهم.

* * *




الخدمات العلمية