الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " فإذا هوى ليسجد ابتدأ التكبير قائما ، ثم هوى مع ابتدائه حتى يكون القضاء تكبيره مع سجوده ، وأول ما يقع منه على الأرض ركبتاه ، ثم يداه ثم جبهته وأنفه ويكون على أصابع رجليه "

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهو كما قال أما السجود فهو الانحناء والاستسلام

                                                                                                                                            قال الأعشى :

                                                                                                                                            [ ص: 125 ]

                                                                                                                                            يراوح من صلوات المليـ ك طورا سجودا وطورا جؤارا

                                                                                                                                            والدليل : على وجوبها في الصلاة قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا [ الحج : 77 ]

                                                                                                                                            وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله في صلاته وقال : " صلوا كما رأيتموني أصلي " . وأمر الأعرابي به ، فإذا ثبت وجوب السجود فمن السنة أن يكبر لسجوده ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل رفع وخفض ، فيبتدئ بالتكبير حتى يهوي للسجود ، ثم يهوي فيكبر حتى يكون القضاء تكبيرة مع أول سجوده على الأرض ليصل الأركان بالأذكار ، فأول ما يقع على الأرض ركبتاه ، ثم يداه ثم جبهته وأنفه

                                                                                                                                            وقال مالك : يقدم وضع يديه قبل ركبتيه ، وبه قال الأوزاعي استدلالا برواية أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع ركبتيه بعد يديه

                                                                                                                                            وروي أن ابن عمر كان إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه وقال : " هكذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                            ودليلنا رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد وضع ركبتيه ثم يديه وإذا نهض رفع يديه قبل إليتيه

                                                                                                                                            وروى سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعيد بن أبي وقاص ، عن سعد أنه قال : كنا نضع اليدين قبل الركبتين ، ثم أمرنا بالركبتين قبل اليدين وهذا يدل على نسخ ما استدلوا به ، ولأن الجبهة لما كانت أول الأعضاء ، رفعا كانت آخرها وضعا وجب إذا كان الركبتان آخر الأعضاء رفعا أن تكون أولها وضعا ، ولأن كل عضو يرفع قبل صاحبه فإنه يوضع [ ص: 126 ] بعد صاحبه كالجبهة مع اليدين : فلما كانت اليدان مرفوعتين قبل الركبتين وجب أن تكون الركبتان موضوعتين قبل اليدين

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية