الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " وروي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صلاة الليل مثنى مثنى وفي ذلك دلالتان :

                                                                                                                                            أحدهما : أن النوافل مثنى مثنى ، بسلام مقطوعة ، والمكتوبة موصولة ، والأخرى أن الوتر واحدة فيصلي النافلة مثنى مثنى قائما وقاعدا إذا كان [ ص: 289 ] مقيما وإن كان مسافرا فحيث توجهت به دابته كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الوتر على راحلته أينما توجهت به " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا كما قال .

                                                                                                                                            القول في كيفية قيام الليل

                                                                                                                                            الأفضل في نوافل الليل ، والنهار مثنى مثنى ، يقطع كل ركعتين ، بسلام ، ثم يستأنف ما بعدهما بإحرام ، وأي عدد صلى بتسليمة واحدة أجزأه ، ولا يكره .

                                                                                                                                            وقال أبو حنيفة : الأفضل في صلاة الليل والنهار أربعا بسلام ، وآكده أن يزيد في النهار على أربع ، وفي الليل على ثمان تعلقا برواية أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أربع قبل الظهر لا يسلم فيهن إلا بتسليمة واحدة يفتح لهن أبواب السماء ، وبما روي عن عائشة ، رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل ثماني ركعات لا يسلم إلا في آخرهن .

                                                                                                                                            ودليلنا ما روى مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلاة الليل مثنى مثنى ، فإن خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة قبلها .

                                                                                                                                            وروى شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن علي الأزدي ، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلاة الليل والنهار مثنى مثنى فإن قيل : المراد بقوله صلى الله عليه وسلم مثنى : أن يتشهد في كل مثنى ، قيل : لا يكون مثنى إلا بسلام لأن المراد بها جمع الصلاة ، والصلاة ما اشتمل على سلام وإحرام .

                                                                                                                                            وروت عائشة ، رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل تسع ركعات يسلم بين كل ركعتين .

                                                                                                                                            ولأنه لما كانت النوافل المسنونة في الجماعة أوكد ، وكانت ركعتين ركعتين اقتضى ووجب أن يكون ما لم يسن لها الجماعة من النوافل أفضلها ركعتين اعتبارا بالأصل من جنسها ، وليقع الفرق بين غالب الفرائض وبينها .

                                                                                                                                            [ ص: 290 ] فأما حديث أبي أيوب فلا حجة فيه لأننا نقول إنها تفتح لها أبواب السماء .

                                                                                                                                            وأما حديث عائشة رضي الله عنها ، فنقل فعل قد روينا ما يعارضه ، مع قول يعارضه ، فكان ما ذهبنا إليه أولى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية