الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( وتنتقل ) جوازا ( من المسكن لخوف ) على نفسها أو نحو ولدها أو مال ولو لغيرها كوديعة وإن قل أو اختصاص كذلك فيما يظهر ( من ) نحو ( هدم أو غرق ) أو سارق ( أو ) لخوف ( على نفسها ) ما دامت فيه من ريبة للضرورة وظاهر أنه يجب الانتقال حيث ظنت فتنة كخوف على نحو بضع ومن ذلك أن ينتجع قوم البدوية وتخشى من التخلف كما يأتي ( أو تأذت بالجيران ) أذى شديدا أي لا يحتمل عادة فيما يظهر ( أو هم ) تأذوا ( بها أذى شديدا ) [ ص: 263 ] كذلك ( والله أعلم ) للضرورة أيضا وروى مسلم { أن فاطمة بنت قيس كانت تبذو على أحمائها فنقلها صلى الله عليه وسلم عنهم إلى بيت ابن أم مكتوم } ولا يعارضه رواية نقلها لخوف مكانها لاحتمال تكرر الواقعة وبفرض اتحادها فاقتصار كل راو على أحدهما لبيان الاكتفاء به وحده في العذر فعلم أن من الجيران الأحماء وهم أقارب الزوج نعم إن كانوا في دارها وإن اتسعت فيما يظهر خلافا لمن قيد بضيقها نقلوا هم لا هي لعدم الحاجة لا الأبوان وإن اشتد الشقاق بينهم ؛ لأنه لا يطول غالبا

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : أو اختصاص كذلك ) إطلاق القلة هنا فيه نظر إذ لا وجه لجواز الخروج للخوف على كف من سرجين فينبغي أن لا يرجع قوله كذلك [ ص: 263 ] لقوله أيضا وإن قل فليتأمل ( قوله : كذلك ) أي : لا يحتمل عادة إلخ ( قوله : لبيان الاكتفاء إلخ ) أو ؛ لأنه الذي علمه ( قوله : فعلم أن من الجيران الأحماء إلخ ) عبارة الروض وإن بذت هي عليهم أي على أحمائها ؛ فله أي الزوج أو وارثه نقلها ، هذا إن اتحدت الدار واتسعت لها والأحماء فإن ضاقت ؛ فهي أولى بها انتهى وشرح في شرحه قوله هذا إلخ بقوله هذا إن اتحدت الدار واتسعت لها والأحماء ولم تكن ملكها ولا ملك أبويها فإن ضاقت عنهم أو كانت ملكها أو ملك أبويها فهي أولى فتخرج الأحماء منها انتهى وهو صريح في موافقته الشارح في قوله الآتي وإن اتسعت فيما يظهر ولا يخفى أن حاصل عبارة الروض وشرحه فيما إذا لم تكن الدار لها ولا لأبويها أنها تخرج عنهم في الواسعة ويخرجون عنها في الضيقة فليحرر المعنى المقتضي لهذه التفرقة ، ولعل عذرها في الضيقة العسر في اجتناب الضرر دون الواسعة لسهولته فيها ( قوله : الأبوان ) عطف على الأحماء وعبارة الروض وشرحه لا إن بذت على أبويها إن ساكنتهما في دارهما فلا تنقل ولا ينقلان وإن تأذت بهما أو هما بها إلخ



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله : كذلك ) ينبغي أن يرجع للغاية الأولى فقط إذ لا وجه لجواز الخروج للخوف على كف من سرجين سم على حج ا هـ ع ش ( قوله : من ريبة ) من فساق والجار متعلق بالخوف ( قوله : ومن ذلك ) أي : من العذر المجوز للانتقال ( قوله : أي لا يحتمل عادة ) عبارة النهاية والمغني وأفهم تقييد [ ص: 263 ] الأذى بالشديد عدم اعتبار القليل وهو كذلك إذ لا يخلو منه أحد ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : كذلك ) أي : لا يحتمل عادة ا هـ سم ( قوله : تبذوا ) كذا في أصله رحمه الله تعالى بألف بعد الواو وكان الظاهر تركها ا هـ سيد عمر ( قوله : لبيان الاكتفاء إلخ ) أو ؛ لأنه الذي علمه ا هـ سم ( قوله : لبيان الاكتفاء به وحده ) قد يقال هذا بتسليمه من تصرف الراوي فلعله مستنده اجتهاد منه فأنى يحتج به ويجوز أن تكون العلة بحسب الواقع مجموع الأمرين ا هـ سيد عمر ( قوله : فعلم ) أي : من خبر مسلم ( قوله : نعم إن كانوا إلخ ) عبارة المغني والنهاية نعم إن اشتد أذاها بهم أو عكسه وكانت الدار ضيقة نقلهم الزوج عنها ، وكذا لو كان المسكن لها فأنها لا تنتقل منه لاستطالة ولا غيرها بل ينتقلون عنها ، وكذا لو كانت ببيت أبويها وبذت عليهم نقلوا دونها ؛ لأنها أحق بدار أبويها كما قالاه قال الأذرعي .

                                                                                                                              وكان المراد أن الأولى نقلهم دونها وهو حسن وخرج بالجيران ما لو طلقت ببيت أبويها وتأذت بهم أو هم بها فلا نقل ؛ لأن الوحشة لا تطول بينهم ا هـ ، وفي سم بعد ذكر عبارة الروض مع شرحه الموافقة لذلك ما نصه : ولا يخفى أن حاصلها فيما إذا لم تكن الدار لها ولا لأبويها أنها تخرج عنهم في الواسعة ويخرجون عنها في الضيقة فليحرر المعنى المقتضي لهذه التفرقة ولعل عذرها في الضيقة العسر في اجتناب الضرر دون الواسعة لسهولته فيها ا هـ ولا يخفى ما فيما ترجاه ولذا قال الرشيدي ما نصه : قوله وكانت الدار ضيقة انظر ما حكم مفهومه وهو ما إذا كانت واسعة فإن كان الحكم أنها تنتقل هي فلا يظهر له معنى وإن كان الحكم أنها لا تنتقل هي ولا هم فما معنى قوله ومن الجيران الأحماء ا هـ أقول ولا يبعد أن يختار الشق الأول ويقال إن المراد بانتقالها في الدار الواسعة انتقالها من بيت كانت هي والأحماء فيه وقت الفرقة إلى بيت آخر منها أو من بيت ملاصق لبيت مع أهله التأذي إلى بيت آخر منها لا تأذي مع أهله والله أعلم ( قوله : نقلوا ) ببناء المفعول ، وقوله : هم تأكيد لواو الضمير .

                                                                                                                              ( قوله : لا الأبوان ) عطف على الأحماء ا هـ سم عبارة السيد عمر قوله لا الأبوان كذا في أصله رحمه الله والظاهر عطفه على الأحماء وعليه فهو معطوف على المحل أو جار على لغة إلزام المثنى الألف ا هـ أقول الأوفق لكلام غيره عطفه على هم في المتن كما هو صريح صنيع الروض عبارته مع الأسنى وإن بذت هي عليهم أي على أحمائها ؛ فله أي الزوج أو وارثه نقلها لا إن بذت على أبويها إن ساكنتهما في دارهما فلا تنقل ولا ينقلان وإن تأذت بهما أو هما بها ا هـ بحذف




                                                                                                                              الخدمات العلمية