الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
95 - " هؤلاء في الجنة برحمتي ولا أبالي، ثم قبض قبضة أخرى فقال: هؤلاء في النار ولا أبالي   " ، ومن قال: إن الجنة والنار كتب الله عليهما الفناء فقد كفر بأربع آيات من كتاب الله -عز وجل-، وأن الله -عز وجل- خلق آدم بيده ونفخ فيه من روحه،  وأسجد له ملائكته، وأنه -عز وجل- اتخذ إبراهيم خليلا، وكلم موسى تكليما، واتخذ محمدا -صلى الله عليه وسلم- حبيبا قريبا. وأن الدجال ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها حق وصدق،  وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عرج بروحه وبدنه في ليلة واحدة إلى السماء، فرأى الجنة والنار والملائكة والأنبياء -صلوات الله عليهم-،  وأسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به، فرأى ربه -عز وجل- (بعينه وقلبه، فكان قاب قوسين أو أدنى، قال الله عز وجل): ما زاغ البصر وما طغى .

ثم من السنة: الانقياد للأمراء والسلطان بأن لا يخرج عليهم [ ص: 236 ] بالسيف وإن جاروا، وأن يسمعوا له وأن يطيعوا، وإن كان عبدا حبشيا أجدع.

ومن السنة الحج معهم، والجهاد معهم، وصلاة الجمعة والعيدين خلف كل بر وفاجر.

ومن السنة: السكوت عما شجر بين أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونشر فضائلهم، والاقتداء بهم،  فإنهم النجوم الزاهرة -رضي الله عنهم-، ثم الترحم على التابعين والأئمة والسلف الصالحين -رحمة الله عليهم-.

ثم من السنة: ترك الرأي والقياس في الدين، وترك الجدال والخصومات، وترك مفاتحة القدرية وأصحاب الكلام، وترك النظر في كتب الكلام وكتب النجوم؛ فهذه السنة التي اجتمعت عليها الأئمة، وهي مأخوذة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمر الله -تبارك وتعالى- قال الله -عز وجل-: وأطيعوا الله والرسول ، وقال: من يطع الرسول فقد أطاع الله ، [ ص: 237 ] وقال: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، فأمر الله -عز وجل- بالبلاغ، فقال: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرسالة، ودعا إلى الله -عز وجل- بالكتاب والسنة؛ فأمر الناس باتباع الصحابة العالمين بالله، وأولي الأمر من العلماء من بعدهم لقول الله -عز وجل-: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فأفضل العلماء بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أولي الأمر: أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي -رضي الله عنهم-، ثم الأكابر، فالأكابر من العشرة وغيرهم من الصحابة الذين أبان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضائلهم، وأمر بالاقتداء بهم، فقال -صلى الله عليه وسلم-:



96 - " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر ، وعمر   ".

التالي السابق


الخدمات العلمية