( حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17052محمود بن غيلان ، حدثنا
أبو أحمد ) اسمه محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم ( الزبيري ) بالتصغير ( حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ) أي الثوري على ما في الأصل المصحح
[ ص: 290 ] ( عن
أبي هاشم عن
إسماعيل بن رياح ) بكسر الراء وتحتية ( عن
رياح بن عبيدة ) بفتح فكسر ( عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طعامه ) أي من أكل مأكوله الذي كان يأكل منه في بيته مع أهله ، أو مع أضيافه ، أو في منزل المضيف ، على ما يدل عليه صيغة الجمع الآتي ، ويمكن أنه لما شارك أمته الضعيفة ، مع ذاته الشريفة ( قال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ) أي موحدين منقادين لجميع أمور الدين ، قيل : وفائدة إيراد الحمد بعد الطعام أداء شكر المنعم ، وطلب زيادة النعمة ، لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لئن شكرتم لأزيدنكم وفيه
nindex.php?page=treesubj&link=18339استحباب حمد الله تعالى عند تجدد النعمة ، في حصول ما كان الإنسان يتوقع حصوله ، واندفاع ما كان يخاف وقوعه .
ثم لما كان باعث الحمد هنا هو الطعام ، ذكره أولا لزيادة الاهتمام به ، وكان السقي من تتمته ؛ لكونه مقارنا له في التحقيق غالبا ، ثم استطرد من ذكر النعم الظاهرة إلى النعم الباطنة ، فذكر ما هو أشرفها ، وختم به ; لأن المدار على حسن الخاتمة مع ما فيه من الإشارة إلى الانقياد في الأكل والشرب وغيرهما ، قدرا ووصفا ووقتا واحتياجا واستغناء بحسب ما قدر له وقضاه .
( حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17052مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ ) اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ دِرْهَمٍ ( الزُّبَيْرِيُّ ) بِالتَّصْغِيرِ ( حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ ) أَيِ الثَّوْرِيُّ عَلَى مَا فِي الْأَصْلِ الْمُصَحَّحِ
[ ص: 290 ] ( عَنْ
أَبِي هَاشِمٍ عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ رِيَاحٍ ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَتَحْتِيَّةٍ ( عَنْ
رِيَاحِ بْنِ عَبِيدَةَ ) بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ ( عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ ) أَيْ مِنْ أَكْلِ مَأْكُولِهِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْهُ فِي بَيْتِهِ مَعَ أَهْلِهِ ، أَوْ مَعَ أَضْيَافِهِ ، أَوْ فِي مَنْزِلِ الْمُضِيفِ ، عَلَى مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ صِيغَةُ الْجَمْعِ الْآتِي ، وَيُمْكِنُ أَنَّهُ لَمَّا شَارَكَ أُمَّتَهُ الضَّعِيفَةَ ، مَعَ ذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ ( قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ ) أَيْ مُوَحِّدِينَ مُنْقَادِينَ لِجَمِيعِ أُمُورِ الدِّينِ ، قِيلَ : وَفَائِدَةُ إِيرَادِ الْحَمْدِ بَعْدَ الطَّعَامِ أَدَاءُ شُكْرِ الْمُنْعِمِ ، وَطَلَبُ زِيَادَةِ النِّعْمَةِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَفِيهِ
nindex.php?page=treesubj&link=18339اسْتِحْبَابُ حَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ تَجَدُّدِ النِّعْمَةِ ، فِي حُصُولِ مَا كَانَ الْإِنْسَانُ يَتَوَقَّعُ حُصُولَهُ ، وَانْدِفَاعِ مَا كَانَ يَخَافُ وُقُوعَهُ .
ثُمَّ لَمَّا كَانَ بَاعِثُ الْحَمْدِ هُنَا هُوَ الطَّعَامُ ، ذَكَرَهُ أَوَّلًا لِزِيَادَةِ الِاهْتِمَامِ بِهِ ، وَكَانَ السَّقْيُ مِنْ تَتِمَّتِهِ ؛ لِكَوْنِهِ مُقَارِنًا لَهُ فِي التَّحْقِيقِ غَالِبًا ، ثُمَّ اسْتَطْرَدَ مَنْ ذَكَرَ النِّعَمَ الظَّاهِرَةَ إِلَى النِّعَمِ الْبَاطِنَةِ ، فَذَكَرَ مَا هُوَ أَشْرَفُهَا ، وَخَتَمَ بِهِ ; لِأَنَّ الْمَدَارَ عَلَى حُسْنِ الْخَاتِمَةِ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْإِشَارَةِ إِلَى الِانْقِيَادِ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَغَيْرِهِمَا ، قَدْرًا وَوَصْفًا وَوَقْتًا وَاحْتِيَاجًا وَاسْتِغْنَاءً بِحَسَبِ مَا قُدِّرَ لَهُ وَقَضَاهُ .