في ميراث ولد الملاعنة قلت : أرأيت ابن الملاعنة إذا مات وترك موالي أعتقهم فماذا ترى في مواليه ؟ وهل ترث الأم من ميراث موالي ابنها الذي لاعنت به شيئا  في قول  مالك  ؟ 
قال : لا . 
قلت : فهل يرث أخواله ولاء مواليه هؤلاء  في قول  مالك  ؟ 
قال : لا . 
قلت : فمن يرثهم ؟ 
قال : ولده أو ولد ولده أو موالي أمه لأنهم عصبته . 
قلت : فإن كانت أمه من العرب  ؟ 
قال : فولده الذكور أو ولد ولده الذكور ، فإن لم يكن أحد من هؤلاء فجميع المسلمين . 
قلت : أرأيت هذا القول عصبة ابن الملاعنة عصبة أمه ؟ 
قال : إنما قال  مالك    : إذا كانت أمه من الموالي فهلك ابن الملاعنة عن مال ولم يدع إلا أمه ، فإن لأمه الثلث  [ ص: 596 ] ولمواليها ما بقي ، ولا يرثه جده لأمه ولا خال ولا ابن خال وإن كان له أخ لأم فله السدس ، فإن كانوا أكثر من ذلك فلهم الثلث حظ الذكر في ذلك مثل حظ الأنثى لقول الله : { فهم شركاء في الثلث    } وللأم مع الأخرين السدس ومع الواحد الثلث وإن كانت من العرب فللأم الثلث ولا يرثه خاله ولا جده لأمه وما بقي فلبيت المال إذا لم يكن له ولد يحرز ميراثه ، فإن كان له ولد ذكور فلأمه السدس وما بقي فلولده الذكور ، وكذلك إن ترك ولد ولد ذكورا وإن ترك أخاه لأمه فليس له من ولاء الموالي قليل ولا كثير ، فمعنى هذا القول عصبة ابن الملاعنة عصبة أمه إنما هو إذا كانت من الموالي فمواليها عصبته وإن مات عن مال ولا وارث له غير موالي أمه  ورثوه كذلك . 
قال  مالك    : إذا لم يكن ثم من يرثه غيرهم فإن جميع المال لهم . ألا ترى أن ابن الحرة إذا كان زوجها عبدا أن ولاء ولدها لمواليها الذين أنعموا عليها وعلى ابنها ، فكذلك ابن الملاعنة فبهذا القول يستدل أن عصبته إنما هم موالي أمه . 
وقال  عروة بن الزبير   وسليمان بن يسار  مثل قول  مالك    : إذا كانت أمه مولاة أو عربية وكذلك ولد الزنا  ابن وهب  ، وأخبرني محمد بن عمرو  ، عن  ابن جريج  ، عن  عطاء بن أبي رباح   وابن شهاب   وربيعة  والحسن  بنحو ذلك 
 ابن وهب  قال : وأخبرني  يونس  ، عن  ربيعة  أنه قال في ولد الزنا مثل قول  عروة   وسليمان بن يسار  سواء . 
قال سحنون    : وهو قول  مالك  أيضا ، وهو مثل ولد الملاعنة إذا كانت أمه عربية أو مولاة . 
قال : وأخبرني الخليل بن مرة  ، عن  قتادة  ، عن خلاس  أن  عليا   وزيد بن ثابت  قالا في ولد الملاعنة العربية : لأمه الثلث وبقيته في بيت مال المسلمين .  سعيد بن أبي أيوب  أنه بلغه عن الحسن  في ولد الملاعنة مثل قول  عروة   وسليمان بن يسار  سواء 
				
						
						
