الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      ما يلزم من القول في العتق قلت : أرأيت لو أن السيد قال لعبده ادخل الدار وهو يريد بلفظه ذلك حرية العبد ؟ [ ص: 403 ] قال : هو حر عند مالك إذا أراد بذلك اللفظ عتق العبد ، فأما إن كان أراد أن يقول : أنت حر ، فزل لسانه فقال : ادخل هذه الدار ، أو ما أحسنك أو أخزاك الله ، فإنه لا يكون حرا حتى ينوي بأن العبد حر بما قال من اللفظ بقوله : أخزاك الله وبقوله ادخل الدار ، وكذلك الطلاق لو أن رجلا أراد أن يقول لامرأته : أنت طالق فزل لسانه ، فقال : أخزاك الله ، أو عليك لعنة الله ، زل لسانه عن الطلاق .

                                                                                                                                                                                      فإن هذا لا تطلق عليه امرأته حتى يكون الزوج ينوي بالكلمة بعينها الطلاق قبل أن يتكلم بها ، أي أنت بما أقول لك من قولي : أخزاك الله وما أحسنك ، وما أشبه هذا من الكلام أنت بما أقول من هذا اللفظ طالق ، فهي طالق وإن لم يكن ذلك الكلام من حروف الطلاق ، وهو قول مالك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية