4531  - وقد حدثنا نصر بن مرزوق   وابن أبي داود  قالا : ثنا  عبد الله بن صالح  قال : حدثني  الليث  قال : حدثني  عقيل  ، عن  ابن شهاب  قال : حدثني  أبو سلمة بن عبد الرحمن  أن  فاطمة بنت قيس  أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اعتدي في بيت ابن أم مكتوم   . فأنكر الناس عليها ما كانت تحدث به من خروجها قبل أن تحل   . 
فهذا  أبو سلمة  يخبر أيضا أن الناس قد كانوا أنكروا ذلك على فاطمة  ، وفيهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن لحق بهم من التابعين . 
فقد أنكر عمر  وأسامة   وسعيد بن المسيب  مع من سمينا معهم في حديث فاطمة بنت قيس  هذا ولم يعملوا به ، وذلك من  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه بحضرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم ينكره عليه منهم منكر . 
فدل تركهم النكير في ذلك عليه أن مذهبهم فيه كمذهبه . 
فقال الذين ذهبوا إلى حديث فاطمة  وعملوا به : إن عمر  رضي الله عنه إنما أنكر ذلك عليها لأنها خالفت عنده كتاب الله عز وجل ، يريد قول الله عز وجل : أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم   . 
فهذا إنما هو في المطلقة طلاقا لزوجها عليها فيه الرجعة . 
وفاطمة  كانت مبتوتة لا رجعة لزوجها عليها ، وقد قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : إنما النفقة والسكنى لمن كانت عليه الرجعة . وما ذكر الله تعالى في كتابه من ذلك إنما هو في المطلقة التي لزوجها عليها الرجعة ، وفاطمة  لم تكن عليها رجعة . 
 [ ص: 70 ] فما روت من ذلك فلا يدفعه كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . 
وقد تابعها غيرها على ذلك ، منهم  عبد الله بن عباس  والحسن   . 
				
						
						
