1656  [  858  ] وعن  الأحنف بن قيس  قال : قدمت المدينة  ، فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش  إذ جاء رجل أخشن الثياب ، أخشن الجسد ، أخشن الوجه ، فقام عليهم ، فقال : بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم ، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل . قال : فوضع القوم رؤوسهم فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا ، قال : فأدبر واتبعته حتى جلس إلى سارية ، فقلت : ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم ، فقال : إن هؤلاء لا يعقلون شيئا ، إن خليلي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - دعاني فأجبته ، فقال : (أترى أحدا ؟) فنظرت ما علي من الشمس ، وأنا أظن أنه يبعثني في حاجة له ، فقلت : أراه ، فقال : ( ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير) ،  ثم هؤلاء يجمعون الدنيا ولا يعقلون شيئا ، قال : قلت : ما لك ولإخوتك قريش  لا تعتريهم وتصيب منهم ، قال : لا وربك ! لا أسألهم عن دينار ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله . 
وفي رواية : بشر الكنازين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم  ، وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم ، قال : ثم تنحى فقعد ، قال : قلت : من هذا ؟ قالوا : هذا أبو ذر ، قال : فقمت إليه ، فقلت : ما شيء سمعتك تقول قبيل ؟ قال : ما قلت إلا شيئا قد سمعته من نبيهم - صلى الله عليه وسلم - قال : قلت : ما تقول في هذا العطاء ؟ قال : خذه ; فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه  . 
رواه أحمد (5 \ 160)، والبخاري (1107)، ومسلم (992) . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					