الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2444 [ 1230 ] وعن عائشة قالت: قدمنا المدينة وهي وبيئة، فاشتكى أبو بكر، واشتكى بلال، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شكوى أصحابه قال: اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد ، وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها، وحول حماها إلى الجحفة" .

                                                                                              رواه أحمد ( 6 \ 56 ) والبخاري (1889)، ومسلم (1376).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله " وحول حماها إلى الجحفة " ، قد ذكرنا الجحفة في باب المواقيت ، وإنما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا رحمة لأهل المدينة ولأصحابه ونقمة من أهل الجحفة ; فإنهم كانوا إذ ذاك كفارا . قال الخطابي : كانوا يهودا . وقيل : إنه لم يبق أحد من أهل الجحفة في ذلك الوقت إلا أخذته الحمى . وفيه الدعاء للمسلم وعلى الكافر ، وهذا وما في معناه من أدعية النبي - صلى الله عليه وسلم - التي تفوق الحصر حجة على بعض المعتزلة القائلين لا فائدة في الدعاء مع سابق القدر ، وعلى غلاة الصوفية القائلين إن الدعاء قادح في التوكل ، وهذه كلها جهالات لا ينتحلها إلا جاهل غبي لظهور فسادها وقبح ما يلزم عليها ، ولبسط هذا موضع آخر .




                                                                                              الخدمات العلمية