2449 2450 (60) باب

المدينة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال ، وتنفي الأشرار

[ 1232 ] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "على أنقاب المدينة ملائكة ، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال ".

رواه أحمد (2 \ 237 و 375) والبخاري (1880)، ومسلم (1379)، والنسائي في الكبرى (7526).

[ 1233 ] وعنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يأتي المسيح وهمته المدينة حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهناك يهلك" .

رواه أحمد ( 2 \ 397 ) ومسلم (1380) والترمذي (2243).

[ ص: 495 ]

التالي السابق

الشرح

[ ص: 495 ] (60) وَمِنْ بَابِ: الْمَدِينَةِ لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ

قَوْلُهُ " عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ ، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ " ، قَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي الْأَنْقَابِ ، وَ " الطَّاعُونُ " الْمَوْتُ الْعَامُّ الْفَاشِي ، وَيَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ فِي الْمَدِينَةِ مِنَ الطَّاعُونِ مِثْلُ الَّذِي يَكُونُ فِي غَيْرِهَا مِنَ الْبِلَادِ ، كَالَّذِي وَقَعَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ وَالْجَارِفِ وَغَيْرِهِمَا ، وَقَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ صِدْقَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; فَإِنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ مِنَ النَّقَلَةِ وَلَا مِنْ غَيْرِهِمْ مَنْ يَقُولُ أَنَّهُ وَقَعَ فِي الْمَدِينَةِ طَاعُونٌ عَامٌّ ، وَذَلِكَ بِبَرَكَةِ دُعَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيْثُ قَالَ : "اللَّهُمَّ صَحِّحْهَا لَنَا" . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى اسْمِ الدَّجَّالِ وَاشْتِقَاقِهِ ، وَهُوَ وَإِنْ لَمْ يَدْخُلِ الْمَدِينَةَ إِلَّا أَنَّهُ يَأْتِي سَبْخَتَهَا مِنْ دُبُرِ أُحُدٍ فَيَضْرِبُ هُنَاكَ رِوَاقَهُ فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ ، كَمَا يَأْتِي فِي حَدِيثِ أَنَسٍ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ ، ثُمَّ يَهُمُّ بِدُخُولِ الْمَدِينَةِ ، فَتَصْرِفُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ إِلَى الشَّامِ ، وَهُنَاكَ يَهْلِكُ بِقَتْلِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِيَّاهُ بِبَابِ لُدٍّ عَلَى مَا يَأْتِي ، وَسَيَأْتِي أَيْضًا أَنَّ مَكَّةَ لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ .

[ ص: 495 ] (60) ومن باب: المدينة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال

قوله " على أنقاب المدينة ملائكة ، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال " ، قد تقدم القول في الأنقاب ، و " الطاعون " الموت العام الفاشي ، ويعني بذلك أنه لا يكون في المدينة من الطاعون مثل الذي يكون في غيرها من البلاد ، كالذي وقع في طاعون عمواس والجارف وغيرهما ، وقد أظهر الله صدق رسوله صلى الله عليه وسلم ; فإنه لم يسمع من النقلة ولا من غيرهم من يقول أنه وقع في المدينة طاعون عام ، وذلك ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : "اللهم صححها لنا" . وقد تقدم الكلام على اسم الدجال واشتقاقه ، وهو وإن لم يدخل المدينة إلا أنه يأتي سبختها من دبر أحد فيضرب هناك رواقه فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، فيخرج إليه منها كل كافر ومنافق ، كما يأتي في حديث أنس في كتاب الفتن ، ثم يهم بدخول المدينة ، فتصرف الملائكة وجهه إلى الشام ، وهناك يهلك بقتل عيسى ابن مريم إياه بباب لد على ما يأتي ، وسيأتي أيضا أن مكة لا يدخلها الدجال .