الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      الأصل في ضم الراء من (قربان) الإسكان، فضمت إتباعا، وقد حكى سيبويه : (السلطان) على الإتباع، قاله أبو الفتح بن جني، والذي ذكره سيبويه : [ ص: 178 ] أن (السلطان) مثال على حدته، قال في (باب ما لحقته الزوائد من بنات الثلاثة) : (ويكون على فعلان، قالوا: السلطان، وهو اسم، وهو قليل) .

                                                                                                                                                                                                                                      (ذائقة الموت) : التنوين والنصب هو الأصل، والإضافة تخفيف.

                                                                                                                                                                                                                                      (لتبلون) : ضمة الواو; لالتقاء الساكنين، وخصت بالضمة; لأنها واو جمع.

                                                                                                                                                                                                                                      (لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا) أي: بما أعطوا من التظاهر الذي باطنهم على خلافه، و (آتوا) و (أوتوا) على ما تقدم في التفسير.

                                                                                                                                                                                                                                      و (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) : أحوال، وعطف (وعلى جنوبهم) على ما قبله; لأن معناه: مضطجعين.

                                                                                                                                                                                                                                      (ما خلقت هذا باطلا) : مفعول له.

                                                                                                                                                                                                                                      (أن آمنوا بربكم) : موضع (أن) نصب على تقدير: بأن آمنوا.

                                                                                                                                                                                                                                      (أني لا أضيع) : الفتح على معنى: (استجاب لهم بأني) ، والكسر على معنى: (قال لهم: إني) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 179 ] (ثوابا من عند الله) : مصدر مؤكد; لأن معنى (ولأدخلنهم) : لأثيبنهم، الكسائي : انتصب على القطع، الفراء : على التفسير، وكذلك القول في قوله: (نزلا من عند الله) .

                                                                                                                                                                                                                                      والنون الخفيفة في: (لا يغرنك) كالشديدة; لأن النهي يؤكد بهما جميعا.

                                                                                                                                                                                                                                      (خاشعين لله) : حال من المضمر في (يؤمن) .

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي : هو حال من المضمر في (إليهم) أو (وإليكم) ، وكذلك: (لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا) .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مدنية، وعدتها: مئتا آية بإجماع.

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف منها في سبع آيات:

                                                                                                                                                                                                                                      (الم) [1]: كوفي مجرد.

                                                                                                                                                                                                                                      (وأنزل التوراة والإنجيل) [3]: الجماعة سوى الشامي.

                                                                                                                                                                                                                                      (وأنزل الفرقان) [4]: الجماعة سوى الكوفي.

                                                                                                                                                                                                                                      (والحكمة والتوراة والإنجيل) [48]: كوفي مجرد.

                                                                                                                                                                                                                                      (ورسولا إلى بني إسرائيل) [49]: بصري.

                                                                                                                                                                                                                                      (حتى تنفقوا مما تحبون) [92]: مدنيان، ومكي، وشامي باختلاف بين [ ص: 180 ] أبي جعفر وشيبة ، عدها شيبة، ولم يعدها أبو جعفر.

                                                                                                                                                                                                                                      وعد أبو جعفر: (مقام إبراهيم ) [97]، ولم يعدها شيبة.

                                                                                                                                                                                                                                      (مقام إبراهيم ) : عدها أبو جعفر يزيد بن القعقاع، والشامي، ولم يعدها من سواهما.

                                                                                                                                                                                                                                      تمت السورة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية