تنبيهات 
الأول : قال  إسحاق بن راهويه  رحمه الله تعالى : إن هذه الرائحة الطيبة كانت رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير طيب   . 
وقال النووي  رحمه الله تعالى : وهذا مما أكرمه الله تعالى به . 
قالوا : وكانت الريح الطيبة صفته صلى الله عليه وسلم وإن لم يمس طيبا ، ومع هذا كان يستعمل الطيب في أكثر أوقاته مبالغة في طيب ريحه لملاقاة الملائكة وأخذ الوحي ومجالسة المسلمين . 
الثاني : مبدأ هذه الرائحة الطيبة بجسده صلى الله عليه وسلم من ليلة الإسراء . روى  ابن مردويه  عن  أنس  رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسري به ريحه ريح عروس وأطيب من ريح عروس  . 
الثالث : ما اشتهر على ألسنة بعض العوام أن الورد خلق من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر  وأبو زكريا يحيى النووي  والحافظ والشيخ وغيرهم : إنه باطل لا أصل له . والحديث رواه الديلمي  في مسند الفردوس من طريق مكي بن بندار  وقد اتهمه  الدارقطني  بوضع الحديث . وله طرق بينت بطلانها في كتابي «إتحاف اللبيب في بيان ما وضع في معراج الحبيب» .  [ ص: 89 ] 
الرابع : في بيان غريب ما تقدم : 
شممت : بكسر الميم في الماضي وفتحها في المضارع ويجوز فتحها في الماضي وضمها في المضارع . 
أو عرفا : شك من الراوي لأن العرف- بفتح العين المهملة وسكون الراء بعدها فاء- هو الريح الطيب . 
ومن ريح : بكسر الحاء بلا تنوين لأنه في حكم المضاف تقديره من ريح النبي صلى الله عليه وسلم أو عرقه . ووقع في بعض الروايات بفتح الراء وبالقاف فأول على هذا للتنويع . 
قال الحافظ : والأول هو المعروف . وفي رواية ما شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم  . قال الحافظ رحمه الله تعالى : ضبط هذا اللفظ بوجهين : أحدهما بسكون النون بعدها موحدة . والآخر بكسر الموحدة بعدها مثناة تحتية والأول هو المعروف ، والثاني طيب معمول من أخلاط يجمعها الزعفران . وقيل هو الزعفران . ووقع عند  البيهقي  ولا شممت مسكا ولا عبيرا ذكرهما جميعا . 
يقيل : ينام في القائلة وهي شدة الحر . 
القوارير : آنية من زجاج . أدوف بالدال المهملة أي أخلط . يقال : داف الشيء يدوفه دوفا وأدافه : خلطه . الأذفر بذال معجمة أي طيب الرائحة والذفر بالتحريك يقع على الطيب والكريه ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به . 
السرى : بفتحتين- خراج صغار لها لذع شديد . 
عبق به الطيب عبقا من باب تعب- ظهرت ريحه بثوبه أبو بدنه فهو عبق . قلت : ولا يكون العبق إلا للرائحة الطيبة الزكية . 
جؤنة - بضم الجيم وهمزة ساكنة ، ويجوز تسهيلها ، سفط مغشى بجلد يجعل فيه العطار طيبه .  [ ص: 90 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					