ثم دخلت سنة خمس عشرة وأربعمائة 
[جمع الوزير المغربي الأتراك  والمولدين لمشرف الدولة ] 
فمن الحوادث فيها : 
أن الوزير المغربي جمع الأتراك  والمولدين ليحلفوا  لمشرف الدولة   ، وكلف  مشرف الدولة   المرتضى  ونظام الحضرتين أبا الحسن الزينبي  وقاضي القضاة ، وأبا الحسن بن أبي الشوارب  ، وجماعة من الشهود الحضور ، فأحلفت طائفة من القوم فظن الخليفة أن التحالف لنية مدخولة في حقه ، فبعث من دار الخليفة من منع الباقين بأن يحلفوا ، وأنكر على  المرتضى  والزينبي  وقاضي القضاة حضورهم بلا إذن ، واستدعوا إلى دار الخلافة ، وسرح الطيار ، وأظهر عزم الخليفة على الركوب وتأدى ذلك إلى  مشرف الدولة  ، وانزعج منه ، ولم يعرف السبب فيه فبحث عن ذلك إذا به أنه اتصل بالخليفة أن هذا التحالف عليه ، فترددت الرسائل باستحالة ذلك ، وانتهى الأمر إلى أن حلف  مشرف الدولة  على الطاعة والمخالصة للخليفة ، وكان وقوع اليمين في يوم الخميس الحادي عشر من صفر وتولى أخذها واستيفاءها القاضي أبو جعفر السمناني  ، ثم حلف الخليفة  لمشرف الدولة   . 
 [عقد  لمشرف الدولة  على بنت علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه   ]  
وفي رجب : وقع العقد  لمشرف الدولة  على بنت علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه  ، وكان الصداق خمسين ألف دينار .  [ ص: 164 ] 
وفي هذه السنة : تأخر الحاج الخراسنة  للإشفاق من فساد طريق مكة    . 
وفيها حج بالناس : أبو الحسن الأقساسي  ، وحج معه حسنك  صاحب  محمود بن سبكتكين  ، فنفذ إليهما صاحب مصر  خلعا وصلة فسارا إلى العراق  ولم يدخل ، حسنك بغداد  خوفا أن ينكر عليه من دار الخلافة ، فكوتب  محمود بن سبكتكين  بما فعله حسنك  فنفذ برسوله ومعه الخلع المصرية ، فأحرقت على باب النوبي  ، وعاد الحاج على طريق الشام  ، وورد كثير منهم في السفن من طريق الفرات  ، وجاء قوم على الظهر إلى أوانا  ، وذاك لأنهم عللوا العرب  في ممرهم بأنا سنرضيكم ، فخافوا أن يصيروا في أيديهم بحكمهم ، فعرجوا إلى تلك الطريق لطلب السلامة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					